يخلُص الأمين بخلاف ما خلُص إليه خليل، فالحلّ عند الأمين لا يقتضي استبدال الطبقة السياسية، بل بالوقوف جانب الثنائي الممانع عون-حزب الله
 

بالأمس خرج "الخبير" الاقتصادي حسن خليل بمطالعة تنبّأ فيها بقرب وقوع كارثة اقتصادية تطال الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، كارثة ستتسبّب بها الطبقة السياسية الحاكمة بفسادها ومخازيها وعدم أهليّتها، وذهب إلى حدّ وصف أركان هذه الطبقة (وهم سبعة أو ثمانية أقطاب) بزمرة مجرمين، ودعا إلى إقالتها أو الاستغناء عنها.


اليوم برز رئيس تحرير جريدة الأخبار (ناشرها حسن خليل) ليدحض أطروحة "المعلم" خليل، فبعد تصديقه "مُرغماً" على مسؤولية الحُكّام في تردّي الأوضاع الاقتصادية، يعود ليُركّز "علّة" التّخبُّط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني، عند الفريق السياسي الذي تتزعمه الولايات المتحدة وأوروبا، مع حلفائها السعودية وإسرائيل، هذا الفريق خسر معاركه كافّةً في المنطقة العربية خلال العقد الأخير، فلجأ للتّعويض بالضغط الاقتصادي والاجتماعي والأمني في لبنان، بدءاً من تصاعد برامج العقوبات التي تجعل حصول لبنان على مساعدات اقتصادية ومالية أمراً صعباً ومُعقّداً، ومن ثمّ رفع الإجراءات العقابية ضدّ حزب الله، ورفض التّعاون مع الرؤساء الثلاثة إذا لم ينخرطوا في مجابهة هذا الحزب، وأخيراً محاولات استهداف لبنان أمنيّاً وعسكرياً لاستهداف "المقاومة" ونزع سلاحها، تمهيداً ل"تسريحها"، فتخلو الساحة عندها للإمبرياليّين وحلفائهم السعوديين والإسرائيليين.

 

إقرأ أيضا : موازنات للأسفار والاستجمام والبحث عن مُجنّسين، ولا موازنة للأدوية

 


يخلُص الأمين بخلاف ما خلُص إليه خليل، فالحلّ عند الأمين لا يقتضي استبدال الطبقة السياسية، بل بالوقوف جانب الثنائي "الممانع" عون-حزب الله، لا خلاص للبنان إلاّ بالوقوف سنداً منيعاً مع هذا الثنائي، وطالما أنّ عون ومعه حزب الله بخير، فالبلد بخير، تبقى نصيحة أخيرة يُوجّهها الأمين لهذه القوى الخارجية "الشيطانيّة"، وهي أن لا تُراهن على انهيار مالي واقتصادي في لبنان، ولن يقع لبنان في أحضانها كما تتوهّم، ذلك أنّ كلفة مقاومة الامبريالية (في عُرف عون-حزب الله) تبقى أقلّ كلفةً من الوقوع في حبائلها.


وبعد، علّ الخبير حسن خليل يتروّى قليلاً، فلا يندفع في تحليلات مُتهوّرة قبل الاطلاع على الموقف السياسي من لدُن الخبير الاستراتيجي إبراهيم الأمين، فطالما قوى الممانعة تُحقّق الانتصارات فلا كارثة اقتصادية ولا من يكترثون، وخيرُ دليلٍ على ذلك، أنّ "الأخبار" تُواصل صدورها صبيحة كلّ يوم، في حين تحتجب زميلاتها الواحدة تلو الأخرى، ولعلّ خليل يقول في قرارة نفسه عندما يطّلع على مقالة رئيس تحرير "أخباره": والله ما أحسنت فأحمُدك، ولا أسأت فأذُمّك .