أعتقد أن الأغلبية توافقني على هذه العبقرية التي يحمله المواطن اللبناني في هذا البلد
 

المواطن في كثير من البلدان المتأخرة زمناً وخصوصاً في بلداننا العربية والإسلامية، دائماً يعيش الألم والخوف والجوع والمرض،وهو على حق في كل ذلك إذ أنه لا يعيش على أنه جزء من بلد أو من وطن.

 

 لنقف وقفة تأمل حينها نرى أن جل همه هو مصلحته الشخصية، فكل أعماله تتمحور حول مصلحته ورفاهيته وليس له أي إهتمام آخر، ولهذا لا يشعر بأنه جزء من وطن أو بلد أو مجتمع، على سبيل المثال لا الحصر: في لبنان يصح أن نأخذ المقولة "من بعد حماري ما ينبت حشيش" فتراه ينظف بيته لكنه ليس معنياً بالطريق المؤدي إلى بيته، مع أنه واجهة للبيت، يرمي القمامة خلف سوره أو على بعد مسافة من بيته،وليس يهمه أذية الآخر، لأن ثقافة البيئة لا تعنيه، وهكذا يمكن تسرية هذا الفعل من المواطن إلى دائرة أوسع، من الطائفة أو المجتمع أو العائلة أو الحزب والتجمعات وما إلى ذلك من تسميات، لأن المواطن اللبناني ليس مستعداً لأن يعطي شيئاً من وقته ليفهم تأثيرها عليه، وكأنه عدو الثقافة وعدو الدولة، فيصبح المواطن بكلا تقسيماته من مدني أو ديني أو قومي أو عربي أو ما إلى ذلك، فتراه يريد أن يتمتع بكل الخيرات وليس على إستعداد أن يدعم أو يساهم في تقوية الدولة وتقوية المؤسسات، فالقانون عنده ما يحق له أن يتمتع به ويطالب به، أم ما عليه من واجبات فعلى غيره أن يقوم به، أما هو فيطلق عليه "شاطر أبو ربها" وهكذا يمكن أن نستكشف حالة الأحزاب اللبنانية والطوائف اللبنانية التي لا تعنيها سوى المصلحة الخاصة، فمثلاً الغرابة التي يمتلكها المواطن اللبناني الفذ، أنه على إستعداد أن يقفل طريقاً من أجل حزبه أو طائفته من أجل الحصول على مركز نيابي أو مركز وزاري وهو لا يصله شيء فحزبه حصل مثلاً على وزارة الكهرباء وهو يعيش على بابور الكاز أو الشمعة، أو مثلاً وزارة البيئة وهو يعيش في زبالة تعمه إلى أعلى قمم الجبال، أو مثلاً وزارة الصحة وهو لا يستطيع أن يحصل على حبة باندول ليسكت وجع رأسه، أو وزارة التربية وهو يقف ذليلاً على أبواب المدارس الرسمية أو الخاصة المسماة بأسماء الأولياء والأئمة والصحابة...

 

إقرأ أيضا : طريق الإصلاح

 

 

والسبحة طويلة وأعتقد أن الأغلبية توافقني على هذه العبقرية التي يحمله المواطن اللبناني في هذا البلد..والغريب أن المواطن اللبناني ينشد كلنا للوطن ثم يجلس عليه ماداً رجليه ومستعداً للزود بغيره المهم هو وحماره..

 

كان الله بعون القلة القليلة من المواطنين الحقيقيين التي تملك شعوراً وإحساساً بالوطن والمواطنية، وبارك الله بتلك الباقية المتبقية التي ركبها أقوامٌ لواؤها مواطن لبناني عبيط ومركوب تماماً ومخذَّرٌ لا يعي إلاَّ شعارات طنانة، كذبابة طنانة دخلت إلى أذنيه وما زادته إلا طنيناً وضجيجاً....