هل أدمن نتنياهو على الإستحواذ على الوثائق والمعلومات المضلّلة أو المحروقة ليباهي به العالم ويتلذذ بعرضها أمام الحضور في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
 

عادت حليمة إلى عادتها القديمة. تلك عادة نتنياهو منذ 1992 التي تعود عليها ويكررها سنوياً أو نصف سنوي في الأعوام الأخيرة ويحمل معه صوراً ورسوماً ووثائق من أماكن وأنشطة في إيران إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعي رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ان إيران تمارس فيها تخصيب اليورانيوم. 

وخلال مسرحيته الأخيرة أظهر نتنياهو صوراً لقرية على بعد 40 كيلو متراً من العاصمة طهران اسمها تورقوز آباد ومعظم سكانها من النازحين الافغان قائلا ان إيران تستمر في هذا المركز بأنشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم بمنأى عن رقابة مفتشي المنظمة الدولية للطاقة الذرية. وأكد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح لنظام دعا إلى تدميرنا بتطوير أسلحة نووية وتابع بالقول: " إن ما تخفيه إيران ستجده اسرائيل."

واضاف نتنياهو بأن بالقرب من المركز يوجد لافتة معلقة على الجدار مكتوب عليها قاليشويي. 
ويبدو أن نتنياهو لا يعرف معنى مفردة قاليشويي التي تعني غسيل السجاد. 

 

إقرأ أيضًا: جواميس نواز شريف للبيع

 

وفي اليوم التالي بعد خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة سارع الشباب إلى زيارة المنشأة النووية التي كشفها رئيس الوزراء الصهيوني وعند وصولهم إلى المكان وجدوا أن المكان ليس الا مستودعاً لتنشيف السجاد  تحت الشمس بعد غسيلها. 
وتفقد التلفزيون الإيراني المكان وتحدث مع صاحبه الذي يشكر ترامب على ذكر اسم محله في اجتماع الأمم المتحدة. 

ونشر شباب زاروا المحل صور السيلفي لقطوها هناك ساخرين من نتنياهو.
ويبدو ان نتنياهو وقع في فخ المعلومات المضللة للمخابرات الإيرانية وكان يعتبر مصدر تلك المعلومات عملاء للكيان الصهيوني. 

وتؤكد مصادر مطلعة ان الوثائق التي كشف عنها نتنياهو قبل شهرين خلال مؤتمر صحفي بتل أبيب وقال إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خطفتها واخرجتها من إيران عبر شاحنة، ما هي إلا تلك الوثائق التي قد حصلت عليها المنظمة الدولية للطاقة الذرية في العام 2004. 

هل أدمن نتنياهو على الإستحواذ على الوثائق والمعلومات المضلّلة أو المحروقة ليباهي به العالم ويتلذذ بعرضها أمام الحضور في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ 
مسلسل مسرحيات نتنياهو لا ينتهي عند حد. 

ان نتنياهو هو المستفيد الأكبر من البؤبؤ النووي الإيراني حيث يوفر له زخماً داخلياً مما يتيح له  البقاء في السلطة ويوفر أيضاً مادة دسمة لخطاباته في القاعات الأممية.