هل يعتز بلد الطهارة (باكستان) برئيس وزرائه السابق نواز شريف المسلم على غرار الشعب الهندي الذي يعتز بمهاتما غاندي الهندوسي؟
 

بدأ رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان سياسة التقشف الاقتصادي من قصر رئاسة الوزراء ليقضي على الارستقراطية التي ورثها من سلفه نواز شريف الذي اعتقل على تورطه في ملفات للفساد المالي بعد هزيمته في الانتخابات النيابية الأخيرة وخسارته متصب رئاسة الوزراء. 

لما دخل عمران خان القصر، وجد فيه ما لا يوجد عند أغلبية المواطنين ومنها مروحية خاصة لرئيس الوزراء كان سلفه نواز شريف يستخدمها للتنقل بين دارته وبين القصر الذي لا يبعد منها اكثر من 15 كيلو مترًا. فلم يتردد عمران خان في بيعها، ثم فوجئ بوجود اسطبل خاص لرئيس الوزراء يحتفظ فيه كم رأس ماشية جاموس. ولما سأل عن حكمة الاحتفاظ بها قالوا له ان الرئيس السابق كان يتعود على شرب حليب الجاموس  الطازج كل صباح. 

فأمر عمران خان ببيع الجواميس بقيمة 19 الف دولارًا. 

نعم هذا المبلغ زهيد مقارنة مع ميزانية دولة يتجاوز عدد سكانها 200 مليون نسمة. ولكن معظم السكان يعيشون تحت خط الفقر ولا يستطيع عمران خان ان يخرجهم من تحت خطر الفقر ببيع مروحية أو جواميس قصر رئيس الوزراء ولكن يستطيع مواساتهم عبر الترفع عن الترف والتبذير. 

إقرأ أيضًا: أيهما ستسقط؟ حكومة إيران أو ترامب؟

وهذا هو طريق الإمام علي بن ابي طالب في الحكم. فهو يقول: "أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر او اكون أسوة لهم في جشوبة العيش! ولعل بالحجاز او اليمامة من لا طمع له في القرص وحسبك داء ان تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد".

ولم ينس الشعب الهندي تقشف رئيس وزرائه الراحل مهاتما غاندي الذي رفض الجماعة الإسلامية حكمه كونه من أتباع الديانة الهندوسية. 

ووقفت الجماعة الاسلامية في الهند وزعيمها ابو الأعلى المودودي في وجه غاندي والحزب المؤتمر الوطني الذي كان يقوده غاندي ويدعو إلى القومية الهندية التي تجمع جميع أبناء الأمة الهندية. ولكن المودودي كان يدعو الى انفصال الأمة المسلمة عن الأمة الهندوسية وبقية الديانات ويعتبر الهند التي يحكم عليها الهندوسيون نجسة لا تليق بالأمة المسلمة أو الجماعة الإسلامية العيش فيها بجانب القوميات غير المسلمة تحت سقف واحد وتشريعات واحدة ولهذا دعا إلى تأسيس دولة باكستان أي بلد الطهارة بالفارسية والاردية. 

بالله عليك أيها القارئ الكريم سلوك مهاتما غاندي أقرب إلى سلوك الإمام علي بن ابي طالب أم سلوك نواز شريف؟! 

هل يعتز بلد الطهارة ( باكستان) برئيس وزرائه السابق نواز شريف المسلم على غرار الشعب الهندي الذي يعتز بمهاتما غاندي الهندوسي؟

إقرأ أيضًا: ترامب وروحاني: تبادل التهم