هل اصبح استمرار القمع باسم الدين حاجة ملحة لدى بعض رجال الدين؟
 

لقد فتحت مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من أبواب العلم المعرفة وأتاحت الإطلاع أكثر على قضايا دينية وإجتماعية وسياسية كثيرة بالرغم من أنها مواقع ليست آمنة وينبغي التأكد مما يرد فيها من منشورات دينية وعلمية وغيرها.

كثيرون لجأوا إلى استخدام هذه المواقع لبث النظريات والعلوم والفتاوى على غير صعيد كما لجأوا لبث الافكار والمعتقدات التي تنسجم مع تطلعاتهم وافكارهم في وقت هم أنفسهم ينكرون على الغير استخدام هذه المواقع لعامة الناس ويضعون الشروط ويصدرون الفتاوى على ما يمكن أن ينشره رواد هذه المواقع وما لا يمكن أن ينشرونه من خلال استخدام القمع الإيجابي بإسم الدين والفقه والإفتاء وتحت عناوين الترشيد والإصلاح الإجتماعي.

الإصلاح الإجتماعي لا يبدأ على صفحات الفايس بوك ولا بالحلقات المصورة عن لباس المرأة وحجاب المرأة وصورة المرأة على التواصل الإجتماعي ولا باعتبار أن الأب الذي ينشر صورة زوجته أو ابنته على الفايس بوك هو أب عديم الشرف والكرامة والأخلاق. 

إقرأ أيضًا: كيف يكون مقام رئاسة الجمهورية خارج الإنتقادات؟

لقد ذهب بعيدا "المرشد" السيد سامي خضرا في توصيف الواقع على الفايس حتى أصدر الإتهامات بالشرف والكرامة والأخلاق على آباء وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي مساحة حرية للتعبير عن حبهم لعائلاتهم ومشاركة صورهم مع أصدقائهم مشاركة احتماعية بريئة ونقية وبعيدة عن هذه الاتهامات السخيفة وبعيدة عن فتاوى وإرشادات القمع بإسم الدين وتحت رعاية عمائم الإعلام والاستغلال.

ليفهم السيد خضرا وأمثاله الدين كما يشاؤون ولكن عليهم أن يتركوا الناس كما تشاء على طبيعتها على براءتها وليس لهم أن يقحموا الدين في آرائهم ونظرياتهم وليس من حقهم اتهام الاخرين بالشرف والكرامة والأخلاق ولا يظنون أن للعمائم سلطة لإعطاء الشهادات بالكرامة والاخلاق والشرف.

الشرف والكرامة والأخلاق قيم سامية لا علاقة لها بأي دين او شريعة بل هي فوق الديانات وفوق الشرائع وفوق عمائم الكون كله.

إقرأ أيضًا: عاشوراء ووعيُ البكاء

الدين حرية واختيار، الدين سمو وأخلاق، الدين سماحة ومحبة، الدين علاقة خالصة بين الإنسان وخالقه، والدين سيبقى كذلك رغم كل هذا القمع بأسمه وباسم الله. 

ينبغي أن تكون سلطة رجل الدين بعيدا عن نظرية الإملاءات والاتهامات لأن لكل انسان أن يفهم الله كما يشاء وكيفما يشاء والله سبحانه كفيل بعباده.

في مجتمعنا هذا ما هو أهم بكثير من إصدار فتاوى القمع ونظريات الفقه المشبوهة وما هو بحاجة أكثر للعناية والانتباه وهو ما بتعرض له مجتمعنا من الإهمال الصحي والمعيشي وما يتعرض له من الفقر والعوز فأين رجال الدين من ذلك من تفقد أحوال الناس والفقراء والمعوزين.

الأجدى هو تحريض الناس على المحبة والتسامح والتلاقي والحوار وفعل الخير فيصلح المجتمع وتصلح الأمة كما انه من المعيب اتهام الأخرين بالشرف والكرامة بسبب صورة على الفايسبوك لم يقصد منها إلا التعبير عن الفرح والمحبة بين افراد العائلة الواحدة.