العجب العجاب حيث لم يُنْزِل الله في قرآنه الكريم أحكاماً ولا منظومة تدبيرات ولا خريطة قوانين للسلطة السياسية ووزرائها لكي يحكموا بها
 

كذبة الدولة الدينية دولة الشريعة الإسلامية  أو دولة القرآن أو دولة الإسلام . . . 


 لماذا ؟


أولا : لا نبي الله نوح ، ولا أبو الأنبياء إبراهيم ، ولا النبي إسحاق ، ولا النبي إسماعيل ، ولا النبي يعقوب ، ولا النبي الياس ،  ولا النبي شعيب ، ولا النبي صالح ولا النبي موسى ولا هارون ،  ولا النبي أيوب ، ولا النبي زكريا ولا يحي ، ولا نبي الله عيسى المسيح سلام الله عليهم أجمعين فكروا أو جاهدوا  أو سعوا لاستلام السلطة ولا قالوا تلميحا أو تصريحا بأن السلطة حاجة أساسية للنبوة ونشر الرسالة وتعزيز معتقداتها بين الناس ، وهذا دليل دامغ على أن السلطة ليست حاجة للنبوة ولا حاجة لنشر الرسالة الإلهية وتعزيز عقائدها في نفوس الناس وعقولهم وسلوكهم .


إن الدين رسالة والسلطة وظيفة وحينما يطلب فقهاء الدين وأحزاب الدين السلطة معنى ذلك يريدون تحويل الدين إلى وظيفة وحينها يخرج الدين عن قداسته وطهارته ويُصبح سلعة في أسواق السياسة وأفعالها وممارساتها غير السليمة من دَنَس الإحتيال والرياء والتمثيل والكذب والخداع  .


ثانيا : يزعم بعض فقهاء الدين وأحزاب الدين بأنهم يريدون السلطة لكي يحكموا بها بما أنزل الله !!!! ؟؟؟


وهنا العجب العجاب حيث لم يُنْزِل الله في قرآنه الكريم أحكاماً ولا منظومة تدبيرات ولا خريطة قوانين للسلطة السياسية ووزرائها لكي يحكموا بها !!!!


ثالثا : رجعنا وتأملنا بالآيات الكريمات التي تقول ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون وهم الكافرون وهم الفاسقون فوجدنا الآيات بوضوح كامل ليس فيها غموض ولا شبهة ولا لَبْسٌ تتحدث عن أحكام شرعية تندرج في مواد وقوانين السلطة القضائية ولا تتحدث مطلقا عن الحكم في السلطة السياسية ، وفقهاء الدين وأحزابه عشاق السلطة والمستميتون للوصول إليها للتمتع بملذاتها المعنوية والمادية باسم الدين يُضَلِّلون عباد الله حينما يفسرونها بالحكم في السلطة السياسية .

 

إقرأ أيضا : الحرية الفكرية والسياسية أقدس من الوطن

 


رابعا : ليس وظيفة دين الإسلام ولا أي دين ولا وظيفة النبي محمد (  ص ) ولا أي نبي أن يقيم دولة كواجب ديني إلهي رباني ، نعم  مما لا شك فيه أن إقامة الدولة في كل مجتمع امر من ضرورات الحياة التدبيرية ولا تستقيم حياة شعب بالأرض ولا تعتدل إلا بإقامة الدولة لكن البشر هم الذين يقيمون الدولة  بأنظمة ، وقوانين ،  ودستور ، وإجراءات ، وتدبيرات ، ومؤسسات ، البشر يقيمونها باسمهم لا باسم الدين وباجتهادهم وفق مصالحهم المباحة والمشروعة وبخلفية الحفاظ على حقوقهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وتتطور بقوانينها ودستورها عقدا بعد عقد بكل شيء فيها نحو الأفضل تبعا لتطور مصالح الناس وحقوقهم .


خامسا : الدولة حقيقة هي عبارة عن رجال بشر يديرون مؤسساتها فلا يوجد خيمة مقدسة فوق رجل من رجالها مطلقا فليس فيها ولي فقيه مقدس ولا قائد مقدس ولا ولي أمر مقدس ولا أمين عام مقدس كل رجالها تحت النقد والإعتراض جهرا وعلانية ومن يمتنع ويمنع الناس من النقد يتحول إلى طاغوت ينازع الله قميص الكبرياء وينافسه على رداء العظمة والجبروت ،  إنه طاغوت ولو كان أعظم فقيه بالأرض وأزهد إنسان وأتقى مخلوق في كوكبنا .