الإستيلاء الكامل على مقام الرئاسة وقصر الرئاسة من قبل التيار الوطني الحر وعدم مراعاة أي حدود هو إساءة بحق اللبنانيين جميعاً
 

ما زالت صور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد المرافق في مطار بيروت الدولي خلال رحلته إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة تشغل مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية والإخبارية، حيث كشفت هذه الصور وما سبقها وما تلاها هشاشة ما آل إليه موقع رئاسة الجمهورية مع العهد الحالي، وعبرت مواقع التواصل الإجتماعي عن استياء شعبي عارم حيث كان اللبنانيون أمام مشهد غير مألوف وأمام حالة غير مسبوقة جعلت من مقام رئاسة الجمهورية مقام سخرية وتهكم.

الأسباب كانت واضحة وجلية لأن ما حصل فاق التصورات ودلّ في أكثر من مكان على حالة صبيانية نافرة ومزعجة كانت كفيلة بتحريك الرأي العام باتجاه النيل من الرئاسة بالدرجة الأولى ومن المرافقين والأتباع والحاشيات بالدرجة الثانية، فهل كانت الإنتقادات في محلها؟ 

للجواب على هذا السؤال ينبغي العودة إلى الصورة والمشاهد والأخبار التي رافقت الحدث وبالتالي تتضح الصورة.

إقرأ أيضًا: في البقاع انتفاضة حسينية عاشورائية ... بقاعنا محروم يا حسين

فمن مشهد مصادرة الطائرة وإلغاء رحلات الركاب إلى مشهد الوفد المرافق بما تضمن من شخصيات سياسية وحزبية وأمنية وبما تضمن من أفراد من عائلة الرئيس جعل المشهد غير مألوف على مدى كل العهود السابقة وعلى مستوى موقع رئاسة الجمهورية وبالتالي فإن المشاهد المذكورة استفزّت الكثير من اللبنانيين فكانت الإنتقادات حادّة وبلغت مستويات عالية من السخرية والتهكم نالت حسب تعبير البعض من موقع رئاسة الجمهورية.

كان موقع رئاسة الجمهورية في عهود سابقة ولسنوات طويلة محل احترام واسع وحرص اللبنانيين بكل فئاتهم وطوائفهم على صون هذا المقام وعدم النيل منه مهما كانت الأسباب، إلا أن ما يحصل اليوم ومنذ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون حتى اليوم هو أن مقام الرئاسة بات رهينة للمحاسيب والأزلام والمتسلقين في التيار الوطني الحر وبات قصر بعبدا وهو بيت اللبنانيين جميعا مركزاً من مراكز التيار ومنبراً من منابره، الأمر الذي أساء إلى حد كبير إلى مقام رئاسة الجمهورية وموقع رئاسة الجمهورية، وما يحصل منذ انتخاب الرئيس ميشال عون وحتى اليوم مؤشر على انهيار مكانة رئاسة الجمهورية وبالتالي فإن التيار الوطن الحر ورئيسه ونوابه هم الأكثر إساءة لمقام الرئاسة ويتحمل رئيس التيار ومسؤولوه ونوابه ووزراؤه وزر ما يحصل اليوم على المستوى الشعبي والإعلامي وعلى مستوى مواقع التواصل الإجتماعي كما يتحملون مسؤولية الإساءات التي تحصل.

إن الإستيلاء الكامل على مقام الرئاسة وقصر الرئاسة من قبل التيار الوطني الحر وعدم مراعاة أي حدود هو إساءة بحق اللبنانيين جميعاً وقبل ذلك هو إساءة لرئيس الجمهورية نفسه الذي يجب أن  يكون فوق التيارات والأحزاب وفوق العنصرية والطائفية لأن رئيس الجمهورية هو للبنانيين جميعاً وهو رمز من رموز البلاد بكل مكوناتها وطوائفها وأحزابها وتيارتها، هكذا فقط يكون مقام رئاسة الجمهورية خارج الإنتقادات ويكون موقع رئاسة الجمهورية محل احترام وتقدير من كل اللبنانيين أما أن يُأخذ مقام الرئاسة إلى حزب أي حزب بالإستيلاء والبلطجة عندها تفقد الرئاسة هيبتها وحياديتها واستقلاليتها، واليوم يعيش اللبنانيون هذه الحالة النادرة لأن الرئيس وموقع الرئاسة أصبحا رهينة بيد التيار الوطني الحر ولا شك في هذه الحال أن يكون الرئيس وموقع الرئاسة عرضة للسخرية والتهكم والإنتقادات لأن من حق اللبنانيين أن يكون رئيسهم خارج أي اصطفافات حزبية أو طائفية أو سياسية أن يكون خارج أي استغلال عائلي أو حزبي.