بين تهديدات نصرالله وتهويلات نتنياهو جاء كلام الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تحدث عن خطورة الوضع في جنوب لبنان
 

بعد استبعاد معركة إدلب التي "أوقفتها" قمة سوتشي بين بوتين وأردوغان. حيث ما زالت اصدائها تتردد على مستوى المحافل الدولية والإقليمية، مع ما واكب هذه القمة من تطورات متسارعة على الساحة السورية بعد سقوط الطائرة الروسية، التي تزامنت مع الغارة التي شنتها إسرائيل على اللاذقية. وذلك لا يعني، عند المحللين الإستراتيجيين، أن آلة الحرب قد توقفت كلّيًا عن أجواء المنطقة، بعدما تحّولت ساحتها إلى حقل إختبار لقوة الجبابرة الدوليين والإقليميين في ما يشبه عملية "كباش" بين الروس والأميركيين، مع ما يفرضه هذا الصراع من تقاسم للنفوذ في المنطقة ومن حصول حروب جانبية، قد لا يكون لبنان بمنأى عنها، وخصوصاً الجنوب، حيث حذّر الأمين العام لـ"حزب الله" في كلمته في مسيرة العاشر من محرم من مغامرة قد تقوم بها إسرائيل ضد لبنان لأسباب عديدة فصّلها إستنادًا إلى ما تكّون لديه من معطيات تشير إلى إمكانية قيام العدو بإعتداء على لبنان إنطلاقًا من بوابته الجنوبية. 

 

وقد جاءت تحذيراته معطوفة على تهديد مباشر وهو بالتأكيد لا يدخل في إطار المناورة الكلامية أو التهويل الإعلامي فقط، إذ وجّه رسالة واضحة المضامين والأهداف، حين قال: "إن المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربًا ستواجه إسرائيل مصيرًا وواقعًا لم تتوقعه في يوم من الأيام. هذا هو الواقع".

 

إقرأ أيضا : الأهواز فيلم مركّب

 

 

والردّ على تهديدات نصرالله جاء سريعًا من نتنياهو، وهذا يعني أن العدو الإسرائيلي سيضع كلام نصرالله في إطار أجندته الإعلامية لتبرير ما يمكن وصفه بالدفاع عن النفس أمام الرأي العام، كما جاء كلام نتنياهو من باب "تطمين" الداخل الإسرائيلي، وهو قال: "في حال تعدّى "حزب الله" على اسرائيل، سيتلقى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها". وأشار إلى أنه "استمع للتصريحات النارية التي أطلقها نصرالله"، وقال: "نصرالله قال بعد حرب الـ2006 أنه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف جنودنا آنذاك، لكان فكّر مرتين. وإذا فمن الجدير القيام بذلك. وأقول لنصرالله: عليك التفكير عشرين مرة قبل التعدي على اسرائيل، لأنه لو اعتدى علينا، فإنه سيتلقى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها حتى". 

 

وبين تهديدات نصرالله وتهويلات نتنياهو جاء كلام الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تحدث عن خطورة الوضع في جنوب لبنان، حين قال أن قوات "اليونيفل" لن تستطيع أن تردع لا إسرائيل ولا "حزب الله" اذا ما اندلعت الحرب بينهما، ليؤكد ما ما يتخوف منه المراقبون فما بين "السطور" الكثير من المخاوف، التي بدأت تأخذ أشكالًا مختلفة كترجمة واقعية لنقل الصراع في المنطقة إلى حيث التوتر باديًا بوضوح، أقله في الوقت الحاضر، من خلال الرسائل المتبادلة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي.