نتوجه بالشكر للسيد كليب على المعلومات القيمة والمفيدة، وتحليلاته الصائبة بإزاء تحليلات زملائه الممانعين التي لا قيمة لها ولا فائدة، فعلاً نوّرتنا يا سيد كليب
 

طالعتُ( لسوء الطالع) مقالة للإعلامي الممانع سامي كليب تحت عنوان: بوتين ليس نصرالله، مُوجّهة لبعض من يُشاركونه رؤاه وتوجّهاته النبيلة اتجاه تيار المقاومة والممانعة، ويهزأ بهم ويصفهم ب"الخبراء الاستراتيجيّين" و"المحلّلين السياسيين"، ويُعلّق بقلّة فائدتهم على كثرتهم، لمُجرّد لومهم إياه حول مقالة سابقة له تعرّض فيها لنصير الممانعة في سوريا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، آخذين عليه "كشف المستور" بين أطراف التيار الممانع في سوريا، فعاد الآن ليرُدّ لهم الصّاع صاعين في مقالته هذه أنّ فلاديمير بوتين يا سادة ليس السيد حسن نصرالله.

بعد الهزء والسخرية من أقرانه المحلّلين الإستراتيجيّين، يخرج هو بتحليل"استراتيجيي" من الطراز الرفيع، فيدعو مُعارضيه " الحلفاء" و الخصوم هذه المرّة، ليفتحوا عيونهم على حقيقة "مُرّة" لم يتوصّل لها إلاّ "حضرته"، وهي أنّ الرئيس بوتين لن يدخل في حربٍ مع إسرائيل كُرمى عيون الأسد، أو كرمى عيون حلفائه، حتى أنّ بوتين لا يرغب، من الأساس، في مواجهة إسرائيل، فهو لو شاء ذلك، لزوّد حليفه السوري بصواريخ 400 للجم غطرسة إسرائيل (التّعبير لكليب)، أو لكان سمح للدفاعات السورية أو الإيرانية أو التابعة لحزب الله بإسقاط طائرة إسرائيلية، وهاهنا يفترق كليب عن نُظرائه الممانعين، فهو لا يرى في الرئيس بوتين حامياً أو مُدافعاً عن النظام السوري بوجه إسرائيل، فهو حريصٌ على أحسن العلاقات مع النظام ومع إسرائيل ومع إيران وحتى مع السعودية، وأفضل للعرب كما يرى كليب (وكانت النصيحة بجملٍ عند العرب) أن تكون علاقة روسيا جيّدة مع إسرائيل، حتى تتمكّن من لعب دور الوسيط بيننا وبين "العدو الغاشم"، وتصديقاً لتحليله "الثّاقب" هذا، أمعن كليب في تفنيد الوقائع، بالتواريخ والأرقام، التي تُظهر "مخازي" روسيا مع العرب، منذ أن كانت "الاتحاد السوفيتي" الذي اعترف كأول دولة بإسرائيل عام 1948 ، أمّا بوتين فقد كان وما يزال، حريصاً على أفضل علاقات مُميّزة مع إسرائيل في كافة المجالات، ولعلّ العسكرية في طليعتها، فأقلعوا أيها الزملاء الممانعين عن توهُّم قيام حربٍ مع إسرائيل بسبب إسقاط الطائرة الروسية، فمن يمكن أن يقوم بهكذا حرب هو السيد نصرالله لا بوتين، علّكم تفقهون أو تتدبّرون، ومن ثمّ يتنبأ كليب بزيارةٍ قريبة لوفد إسرائيلي إلى روسيا، وهذا ما حصل فعلاً بزيارة قائد سلاح الجوّ الإسرائيلي لروسيا (علّكم تتّعظون).

إقرأ أيضًا: سياسيّو لبنان أغنياء .. لن يتهرّبوا من دفع الضرائب والرسوم بعد اليوم

 

يبقى أن نتوجه بالشكر للسيد كليب على المعلومات القيمة والمفيدة، وتحليلاته الصائبة بإزاء تحليلات زملائه الممانعين التي لا قيمة لها ولا فائدة، فعلاً نوّرتنا يا سيد كليب، كما قال رئيس المحكمة في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" للفنان عادل إمام: شكراً على الإضافة، نوّرت المحكمة، ذلك أنّ إمام أجاب عندما سُئل: هل تريد أن تُضيف شيئاً؟ فقال: نعم أنا أضيف: الحقيقة أنّ الراقصة كانت بالإضافة إلى كونها راقصة، كانت ترقص يعني. شكراً على الإضافة يا سيد كليب، لم يتناه لأسماعنا قبل اليوم أنّ بوتين على تنسيقٍ تام مع العدو الإسرائيلي.

وإذ لم ينس كليب خصومه الذين يفرحون ويُهلّلون لكلّ عدوان إسرائيلي على سوريا، فيرى عدم الرّدّ عليهم، لأنّ مُجرّد الرّد يُعطيهم قيمة، في حين هم عنده بلا قيمة أو اعتبار، أمّا حُلفائه الذين انتقدوه، فيكفي لفت نظرهم وفتح عيونهم قليلاً ليتنبّهوا أنّ بوتين ليس نصرالله.

لعلّ جواب "الفرحين" بالاعتداءات الإسرائيلية على مواقع النظام السوري يا سيد كليب، هو حال الشاعر حين قال: 

لا يُلامُ الذئبُ في عدوانه

إن يكُ الراعي عدُوّ الغنم.