أدمِن على الكحول:

تُسَمَّى: alcoholic .

أدمِن على التسوّق:

تُسَمَّى: shopaholic .

أدمِن على الشوكولا:

تُسَمَّى: chocoholic .

وفي عصرِنا هذا، أدمِن على الانترنت لِيكُن لقبك netaholic.

إنّها آفة هذا الزّمن. ولأهميّتها، بادرت جامعة سيدة اللويزة مع فخامة الرئيس العماد الدكتور ميشال عون الى مكافحتها والحدّ من أخطارها علميًّا.

الادمان على الانترنت خللٌ وظيفيٌّ يلِدُ مشاكل اجتماعيّةً واضطراباتٍ نفسيّةً وعصبيّةً، تشلّ حياة المدمن، وتمنعه من عيش حياة طبيعيّةٍ خارج شاشة المحمول الذكي. وفي ألفيّة التواصل والاتصّال، ال netaholics يطلّقون الواقع، ينفصلون عن التفاعل الأُسَري والاجتماعي، يتوحّدون ويتّحدون بالافتراضي وألعابه ونشاطاته، ينأون بنفسهم عن شبكة علاقاتهم المباشرة ويقعون في شرك الشبكة العنكبوتيّة باستخدامٍ مفرط للإنترنت ورغبةٍ مرضيّة في البقاء متّصلًا بالشبكة.

أسوةً بمدمني الكحول، إنّ المدمنين على الانترنت أيضًا يصلون إلى حالة النّشوة أو السّعادة وهنا عن طريق الفضاء الإلكتروني، فيتخلّون العلاقات الاجتماعيّة الصحيّة والطبيعيّة، ويتّخذون العلاقات الاجتماعيّة الافتراضية، ويستعيضون عن المشاعر الحقيقيّة الناشئة عن العلاقات الاجتماعيّة ليعيشوا المشاعر المؤقّتة غير المحسوسة.

مراهقون مدمنون يختبرون الإحباط، والتوتّر، والقلق، والتقوقع، وخسارة الثقة بالنفس، وفي بعض الحالات ينتحرون.

نعم!

إنّه إدمانٌ ومرضٌ يُهْلِك إن لم نُعالجْه.

مرضٌ لا تُداويه حبّة الپانادول، ولا يُزيلُه النّعناع أو شراب القصعين.

بحاجة ماسّة إلى تنظيم أوقات الولوج الى الانترنت، ووضع ضوابط صارمة لتهذيب سلوك التواصل العائلي الشّفوي المباشر وتعزيز العلاقات المجتمعّية وتفاعلاتها العاطفيّة وانفعالاتها التحفيزيّة الصحيّة.

اتّصلوا بأطفالكم أكثر. نمّوا ذكاءهم بعيدًا عن الهاتف الذكي. تحدّثوا اليهم، اصغوا حين يشكون، زوروا الطبيعة، عيشوا الواقع بِوَقْعٍ حيويّ.

الواي فاي في المنزل مرضٌ أخرسٌ فتّاك.

احذروا الإدمان بكافة أطيافه.

حتّى في تناول المأكولات والافراط فيه...

إنّما ذلك موضوع اللقاء المقبل...

(نيشان دير هاروتيونيان - اعلامي)