مّما لا شكّ فيه أنّ خطوة المجلس البلدي لمنطقة الغبيري فيها قدرٌ من المغامرة
 


وكأنّه لم يكن ينقص المسلمين احتقاناً مذهبياً بين السّنة والشيعة، سوى إطلاق إسم "شهيد المقاومة الإسلامية" مصطفى بدرالدين على أحد شوارع منطقة الغبيري المحاذية لحدود مدينة بيروت، وعند مفترق مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وبدر الدين كما هو معلوم أحد أبرز المتّهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا بل يراهُ ادّعاء المحكمة الدولية قائد المجموعة التي خطّطت ونفّذت عملية الاغتيال التي ما زالت تداعياتها الخطيرة تتداعى حتى الساعة بانتظار حكم المحكمة الذي بات صدوره قريباً، وما سيؤول إليه هذا الحكم في ظلّ الأوضاع الداخلية اللبنانية المتأزّمة أصلاً وقبل صدور الحكم.

إقرأ أيضا : زهران ينتهك كرامة العرب، فتُصاب النيابة العامة بالاحراج

 

ومّما لا شكّ فيه أنّ خطوة المجلس البلدي لمنطقة الغبيري فيها قدرٌ من المغامرة ، لا بل المخاطرة بحالة الوئام بين المذهبين، وهي بذلك ربما تستبق حكم المحكمة الدولية وتزيد النفوس احتقاناً وكراهية، لذا لا بُدّ أن تُقدم بلدية الغبيري على إطفاء نيران الفتنة بين المذهبين وتعمُد إلى تعليق قرارها وتأجيله حتى تتوفّر الظروف المناسبة لإطلاق مثل هذا الحدث.

أمّا تهاوُن وزارة الداخلية وانعدام مسؤوليّتها في تدارُك هذا "الخطأ"  الفظيع، فله مقامٌ آخر، ولعلّه من ضمن استهتار وتهاون كافّة مؤسسات الدولة في مختلف مرافقها ومؤسساتها وإداراتها.