كمجتمع نحن نقبل وجود إدمان على مواد مثل النيكوتين، الكحول والمخدرات الأخرى، ونفهم الأذى الذي يمكن أن تسببه. لكن عندما يتعلق الأمر بالجنس، لا يزال بعض الخبراء يختلفون حول ما إذا كان الإدمان حقيقيًا أم خرافة.

لا يعد إدمان الجنس حاليًا تشخيصًا سريريًا، مما يعني أنه لا يوجد أرقام رسمية حول عدد الأشخاص الذين طلبوا المساعدة بشأن مخاوفهم حول هذا الموضوع.

هل يوجد إدمان على الجنس؟
قام أحد مواقع الإنترنت التي تعمل على المساعدة الذاتية للأشخاص الذين يشعرون أنهم يعانون من إدمان الجنس أو الإدمان على الأفلام الإباحية بعمل استطلاع ليجد أن 91% من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كانوا من الذكور، و10% منهم فقط طلبوا المساعدة من طبيب عام.

تم النظر في إدراج إدمان الجنس في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 2013، لكن تم رفض ذلك بسبب نقص الأدلة.

يُقترح الآن وضع "السلوك الجنسي القهري" في دليل التصنيف الدولي للأمراض الذي تنتجه منظمة الصحة العالمية.

كيف يتصرف مدمنو الجنس؟
أشارت دراسة نشرت عام 2014 إلى أن نشاط الدماغ عند "مدمني الجنس" الذين يشاهدون الأفلام الإباحية يشبه نشاط مدمني المخدرات عندما يظهر العقار الذي يستخدمه المدمن، وكانت هذه أول دراسة تنظر إلى الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات وتنظر إلى نشاط الدماغ.

هناك ميزتان رئيسيتان تميزان الإدمان:
البحث عن مكافأة أو متعة.
وجود نزاع حول هذا السلوك.
البحث عن المكافأة هو ما يعتقد العديد من الخبراء أنه يميز الإدمان عن السلوك الوسواسي القهري، على الرغم من وجود أوجه تشابه مدهشة.

يسعى الأشخاص الذين يعانون من إدمان للحصول على مكاسب قصيرة الأجل، حتى لو كان هذا قد يفوق خسارته على المدى البعيد. في المقابل فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري ينخرطون في سلوكيات لا يستمدون منها أي متعة.

متى يصنف السلوك الجنسي على أنه إدمان الجنس؟
يصبح السلوك إدمانًا عندما يصل إلى مستوى شدة يسبب الضرر للفرد ومن حوله.

لقد تم الإعتراف بإدمان الطعام و المقامرة كحالات مرضية قابلة للتشخيص في حين أنه لم يتم الإعتراف بالإدمان على الجنس، وذلك لأن العديد من الأشخاص الذين يعانون من إدمان الطعام والمقامرة قد حاولوا الحصول على المساعدة السريرية وبذلك تم تقديم المزيد من الأدلة لدعم وجودهم كحالة.

لماذا قد لا يعتبر إدمان الجنس حالة حقيقية؟
لا يتفق الجميع على أن إدمان الجنس حالة حقيقية، فيقول البعض أن السلوكيات التي يطلق عليها عادة إدمان الجنس هي في الواقع أعراض مزاجية واضطرابات نفسية غير معالجة ولا توجد أدلة على علاجها.

في رأيهم فإن مساواة الجنس أو الاستمناء بالكحول والمخدرات أمر مثير للسخرية، حيث أنه يمكن للأشخاص المدمنين على الكحول أن يموتوا بسبب الانسحاب.

يقول أولئك الذين لا يعتبرون أن إدمان الجنس حالة حقيقية أن مفاهيم إدمان الجنس تستند على القيم الأخلاقية لما يعتبر جنس سليم، على سبيل المثال يمكن أن تصنف كمدمن للجنس إذا كنت تمارس الجنس أكثر من المعالج الذي يشخصك أو بطريقة مختلفة.

لهذا السبب لا ينبغي استخدام تشخيص إدمان الجنس لوصف مستويات عالية من الاهتمام والسلوك الجنسي أو بناء على الضيق النفسي المرتبط بالأحكام الأخلاقية أو عدم الموافقة على الرغبات الجنسية.

 

بالنسبة لأولئك الذين يريدون الاعتراف بالحالة بشكل رسمي، فإن تصنيف الحالة سريريا هو ضمان حصول الأشخاص الذين يعانون من أزمة على المساعدة، سواء كان السلوك الإدماني هو المشكلة في حد ذاتها أو أعراض مشكلة أخرى أعمق.

 

-- موقع الطبي--