لم تقف التداعيات السلبية التي اثارها كلام الاعلامي سالم زهران في حق امير الكويت عند الاستنكارات الرسمية والسياسية الداخلية بل علم ان الاجراء القضائي في حقه سيتحدد في الساعات المقبلة من منطلق ان كلامه يعتبر قانونيا اساءة وتعكيرا لعلاقات لبنان مع دولة شقيقة وصديقة. وبرز هذا البعد حتى في البيان الذي اصدرته قناة “المنار” ليل السبت وفيه: "جرت العادة أن تستضيف قناة المنار ضيوفاً في برامجها السياسية وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة. ولذا فإن ما ذكر في إحدى المقابلات حول الكويت لا يعكس موقف المنار أبداً وهو يعبر عن رأي من أطلقه. كما أن قناة المنار يهمها أن تؤكد أنها كانت وما زالت تقدر بإحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين. ومحاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام لضيف على المنار الى مشكلة مع الكويت هي عمل مسيء وأهدافه معلومة".

ومعلوم ان الرئيس المكلف سعد الحريري كان سارع الى طلب تحرك القضاء في هذه القضية فكلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمّود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي اجراها زهران تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني، فيما توجه السفير الكويتي عبد العال القناعي، الى بيت الوسط حيث التقى الحريري، معلنا بعد اللقاء " ان علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر ومعروف الهدف من ورائها، ومن هو المدعي؟ يعني هذا الشخص انما هو تابع لمتبوع وكلما تأزم المتبوع اوحى الى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية - العربية. لكن اؤكد للجميع انه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين ان يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيت على قواعد واصول سليمة، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه الصغائر". واوضح القناعي ان الحريري اعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الامر، ووعد باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لردع هذا الشخص عن ادعائه وغيه.

كما كان لرئيس المجلس نبيه بري موقف مماثل رفض فيه " اي إساءة للكويت واميرها، عابرا ان الاساءة" مرفوضة ومدانة بكل المقاييس، وقال:" سيحفظ اللبنانيون على الدوام للكويت اميرا وشعبا وحكومة ومجلس أمة اياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في ايام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين البلدين". وصدرت بيانات عدة عن رؤساء حكومات سابقين واحزاب وشخصيات دانت التعرض للعلاقة اللبنانية الكويتية .

واصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا ذكرت فيه" وجوب عدم التعرض لأي دولة شقيقة كانت أم صديقة. كما تحيي الوزارة دولة الكويت الشقيقة وسمو أميرها صديق لبنان الصادق والوفي الذي يحمل لبنان في قلبه ووجدانه ولم يترك لبنان في أحلك الظروف، كما نذكر الشعب الكويتي الذي يعتبر لبنان بلده الثاني. تتمنى وزارة الخارجية والمغتربين من جميع اللبنانيين عدم التدخل في شؤون الدول التي وقفت ودعمت لبنان في ازماته، واضعين مصلحة لبنان واللبنانيين نصب أعينهم".