يبدو أن الولدنة الناشطة والمعتمدة من قبل الحزب في وسائل الاعلام لتمرير ما يريد إرساله من رسائل بريدية للجهات المختصة بات مسيئًا له أكثر مما هو مسيء لخصومه
 
بين من هو في الداخل وبين من هو خارج الحزب تدفع تجربة المقاومة في لبنان أقساط عالية من الإدانة جرّاء نموذجين من المتمسحين بعباءة الوصول الى دسم السلطة بارتكاب مخالفات ومحرمات منها ما هو سجود لغير الله رغم ان المسجود له يأبى ذلك ومعرفة الساجد أن لا سجود لغير الله ولكن حماسة السياسة تأخذ العارف بأحكام العقيدة الى حيث شهوات النفس وما أكثرها لدى المتذوقين لها من محالب مكتظة بحليب كامل الدسم بعد أن تعودوا مص حلمات الدولة حتى أصبحوا فيلة من الأوزان الكبيرة وبات فراق السلطة بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت لذا يتدافعون بالمناكب لمرضاة من بيده ملكوت كل شيء فيسجدون حيث وطأ النعل ويقيمون مقامات له كي يفلحوا في فلاح دنياهم العامرة بما لذّ وطاب.
 
أنا لا أصدق قنينة الويسكي فهي من الخمر المسكر ولا يجوز حملها أو اقتناؤها أو إهداؤها ولو لحليف يكرع ليل نهار من الخمر الحرام الاّ اذا غلبت المصلحة على ذلك فعندها يصُحُ استعمال الخمر لاستمالة خمّار أو تيّار مخمور على قاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات، لهذا قد يكون للمستخدم استعمالات أخرى لا تقل شأناً أو أهمية عن أي عمل مبذول لصالح الناس باعتبار المصلح السياسي أو الديني لا يخطو خطوة والاّ فيها مرضاة للناس لأن الله عز وجلّ قد أوكل دواب خلقه الى راع  يرعاهم جيداً كيّ يصلح لهم أمور دينهم ودنياهم.
 
 
كبُرت فئات المنتفعين من ضروع السلطة وبات من الصعب السيطرة على طلابها لذا كانت صلاة الغفيلة تقدم القائمين لها على غير المعتمدين عليها من بعض الساجدين لأولي الأمر بطرق أخرى لا تقل أهمية عن عبادة السجود وهذا ما فتح شهيات من خارج التشكيلات والأطر التنظيمية كي يسترزقوا في عملية كسب ونهب واضح وفاضح ولا يحتاج الى كشف لأنه مكشوف وغير مستور لجماعة تبرجزت على حساب الكسب السياسي باعتماد ألسن التبعية العمياء في المواقف وهذا ما ينطبق على باقي الزجالين من جوقات الانقسام السياسي اللبناني ما بين حلفاء وخصوم النظام السوري. 
 
كشف شبل من أشبال حزب الخارج كما فعل غيره من قبل عن سعي جدي لدفع لبنان الى توترات مع محيطه العربي وخاصة مع دولة الكويت التي تتمتع بعلاقات جيدة وممتازة مع الرئيس نبيه بري أكثر مما هي عليه مع أي مسؤول آخر في الدولة وخارجها وهذا ما يُوضع في خانة الهجوم المنظم على الرئيس بري وهذا ما دفع بالرئيس بري الى الردّ على الكبار المشغلين للصغار برفضه أي تطاول على الكويت دولة وشعباً باعتبارها الشقيق الأول للبنان والذي لم يترك لبنان في أحلك ليالي حروبه اذ بقيّ وفياً داعماً له بكل ما يحتاج الى  مساعدات في كل مرة يغرق فيها لبنان بمشاريع الحروب المدمرة له.
 
 
يبدو أن الولدنة الناشطة والمعتمدة من قبل الحزب في وسائل الاعلام  لتمرير ما يريد إرساله من رسائل بريدية للجهات المختصة بات مسيئًا له أكثر مما هو مسيء لخصومه باعتبار أن المعتمدين لهذه الوظيفة غير مقنعين من جهة وغير جديرين من جهة أخرى من خلال ارتجالهم المورط للحزب في كثير من المواقف التي تطلقها أفواه هؤلاء وبنفس الطريقة التي تمضغ فيها لحم الضأن.
 
ما ربحه الحزب في مقاومته ضد العدو يخسره سريعاً من قبل هذين النموذجين العابدين لفروج السلطة والمال وهذا ما يدفع الى إعادة النظر في الطريقة المتبعة للتوظيف السياسي باعتماد آليات منسجمة مع قيم الشهادة لا مع نظام المصالح والمنافع لأن في الأولى كان انتصار المقاومة وأمّا في التجارة كان انكسار الحزب.