ينقسم كما في كل عام الجمهور الشيعي، بين حسينيين ويدب الخلاف عن أيهما هو الحسين الأصلي؟ هل حسين الحركة أو حسين الحزب؟
 

إستطاع المقرىء الحسيني السيد نصرات قشاقش وخلفه حركة أمل، حشد الجماهير الشيعية في المجلس المركزي الذي يقيمه في حي معوض بالضاحية الجنوبية بالليالي العشورائية، ولا شك بأن السيد قشاقش تحول الى ظاهرة كبيرة لا بد من الاعتراف بها وبوجودها، ودخل قلوب الكثيرين، لما يتمتع به من حضور منبري ملفت وحافظة رهيبة يضاف اليهما صوت شجي متميز.

يمكن القول هنا بأن مجلس معوض تحوّل بحضوره الحاشد الى منافس حقيقي لمجلس الرويس الذي يقيمه حزب الله بالخصوص اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضا الخلاف الرؤيوي لكلا المجلسين ولطبيعة مقاربة الشعائر الحسينية، مما يثير كما كل عام خلافات كبيرة بين الجمهورين وتحديدًا حول "شعيرة" ضرب الحيدر ففي حين ان السيد قشاقش وحركة أمل تعتبرها من الشعائر الممدوحة والمستحبة، يشدد جمهور الرويس على تحريمها واعتبارها مسيئة للمذهب.

وكما جرت العادة في كل عام، يتمترس الجمهورين خلف آرائهم ونظرتهم ويطلق النيران على الطرف الآخر وصولاً حتى الشتائم والسباب وأقذع العبارات التي تلامس حد الخروج من الملة وتشتعل هذه الأيام بينهما مواقع التواصل الاجتماعي كما حدث بالأمس بعد ذكر السيد قشاقش لرواية عن السيدة رباب (زوجة الامام الحسين) مدعياً أنها وبعد الواقعة بقيت جالسة تحت الشمس سنة كاملة متعمدة الأذية لنفسها حزناً على الحسين حتى ماتت.

إقرأ أيضًا: الهريسة

طبعاً المقصود من ذكر الرواية هو تهيئة الأجواء بالقول أن أذية النفس هو أمر ممدوح ومارسه أقرب المقربين للإمام، وعليه تصبح أذية النفس عبر ضرب الحيدر حباً بالحسين هي أمر عادي وطبيعي طالما أن زوجة الإمام قد جاءت بما هو أفظع منه وتسبب بموتها!! 

ينقسم كما في كل عام الجمهور الشيعي، بين "حسينيين" ويدب الخلاف عن أيهما هو الحسين الأصلي؟ هل حسين الحركة أو حسين الحزب؟ الحسين الذي يسمح  بالتطبير أو الحسين الذي يحّرم التطبير؟ الحسين الذي يعتبر التطبير قمة الحب والعشق الحسيني أو الحسين الذي يعتبر التطبير مسيء للمذهب؟؟ الحسين الذي يعتمد على هكذا روايات وأمثالها أو الحسين الذي يعتبر هذه الروايات هي روايات مدسوسة وغير ثابتة وغير عقلية؟ وما الى هنالك من تشعبات عن  هذا الموضوع ورأي الفقهاء والعلماء وغيره .

يبقى أن الملفت في خضم كل هذا النقاش المحتدم والمستعر بين الجمهورين الفقراء و "المشحرين"، هو أنه في هذه الأثناء تحديداً يقترح حاكم مصرف لبنان على نواب من لجنة الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط النيابية، ضريبة 5 آلاف ليرة على سعر تنكة البنزين!!