لفت أمين عام ​الحزب الشيوعي اللبناني​ ​حنا غريب​ خلال إحياء الحزب الذكرى الـ36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية إلى أن "36 عاماً مضت على انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي وبدء مسيرة التحرير/ فالسادس عشر من ايلول هو يوم مجيد في تاريخ شعبنا وحزبنا الذي اطلق هذه الجبهة، يوم وفاء وتقدير لقائدها الرفيق الشهيد جورج حاوي الذي خطّ بيده مع الرفيق محسن إبراهيم نداءها الأول معلنا الشعار الواضح والحاسم : "إلى السلاح ، الى السلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني".

واعتبر انه "يوم وفاء وتقدير لشهداء الحزب الذين سقطوا في كل المعارك الوطنية والنقابية والاجتماعية من اجل التحرير والتغيير وعلى امتداد خريطة الوطن، لعائلات الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، لشهداء الجيشين اللبناني والسوري الذين تصدوا للمحتل، ولشهداء ​المقاومة الفلسطينية​ الذين كانوا في قلب هذه المعركة مع كل المقاومين من مختلف ​القوى والأحزاب الوطنية​ والإسلامية فساهموا في مسيرة التحرير هذه ، يوم وفاء وتقدير ل​بيروت​ وأهلها، بيروت الحصار، بيروت العروبة والوطنية، بيروت التي قصفتها قوات الغزو الصهيوني بالحديد والنار، فدمرت مؤسساتها وأبنيتها فوق رؤوس أبنائها، بيروت مخيمات صبرا و​شاتيلا​ التي ارتكبت فيهما المجازر الصهيونية والفاشية ، كانت بيروت تحترق تحت نيرانهم ولم ترفع الأعلام البيضاء بل رفعت راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، فتحية الى بيروت الى صمودها وصمود أهلها ومقاتليها الذين دافعوا عنها والى كل الشهداء الذين سقطوا في معركة الدفاع عنها، الى الرفاق جورج قصابلي ومحمد مغنية وقاسم الحجيري جسر عبور لأطلاق جمول، والى الذين نفذوا العمليات الأولى، من هذا المكان من صيدلية بسترس و محطة أيوب و​كورنيش المزرعة​ و​عائشة بكار​ وسينما الكونكورد و​الجناح​ وجسر سليم سلام وفرضوا على العدو التوجّه بمكبرات الصوت الى سكان بيروت مستغيثا: لا تطلقوا النار علينا فنحن منسحبون وانسحبوا في 27 أيلول 1982، فكانت أولا بيروت".

وأضاف: "منها اندفعت مسيرة التحرير باتجاه خلدة و​إقليم الخروب​ والأولي، وصعوداً الى عالية و​الشوف​، وبعدها الى صيدا و​الزهراني​ وقرى شرقي صيدا، لتستكمل على مراحل مع تحرير ​النبطية​ ومرتفعات ​جبل الباروك​ و​البقاع الغربي​ ومدينة صور، ثم بلدة أرنون الجنوبية ومن بعدها جزين والريحان وعرمتى وغيرها من البلدات، بهذه الرصاصات الأولى اسقطت جمول آنذاك المؤامرة الامبريالية الصهيونية الرجعية الرامية الى جعل لبنان قاعدة التآمر ضد كل الشعوب العربية وقواها التقدمية والوطنية وضد ​الشعب الفلسطيني​. فمع انطلاقة المقاومة الوطنية وما تلاها من انطلاق للمقاومة الإسلامية وانجازاتهما في التحرير والانتصار على العدو الصهيوني، تمّ أحباط تلك المؤامرة. ونحن إذ نفتخر بهذا التاريخ، فاننا نحتفل بالمناسبة لا لتمجيدها فقط، بل للبناء عليه وتطويرها من أجل مواجهة الصيغ المتجددة من تلك المؤامرة".

وأكد غريب أن "خيار المقاومة في الحزب استجابة لحاجات شعبنا وشعوبنا العربية عموما بالتحرر الوطني والاجتماعي، وهو خيار كرّسه المؤتمر الثاني بتأسيس قوات الأنصار ليستمر مع الحرس الشعبي وبعدها مع جمول، وصولا الى المؤتمر الحادي عشر الذي رفع مهمة النضال من اجل قيام مقاومة عربية شاملة على المستوى القومي عموما وعلى مستوى كل بلد عربي، مقاومة يتكامل فيها النضال من أجل التغيير الديمقراطي والسياسي والاجتماعي في بلداننا مع النضال من أجل التحرر الوطني واسقاط المشروع الأميركي والصهيوني وادواته الرجعية والأصولية",