إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي دفع بسلفه أوباما للعودة إلى السياسة خلافاً لجميع الرؤساء السابقين في أمريكا
 

إن الإتفاق النووي يمثل إنجازاً تاريخياً لحكومة الرئيس حسن روحاني وعمقها الاستراتيجي الداخلي أي الإصلاحيين ولحكومة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وحزبه الديمقراطي على حدٍّ سواء وبل يمكن اعتباره اكبر انجاز لأوباما في ولايته الثانية وبطبيعة الحال يؤكد الديمقراطيون على ضرورة الالتزام به ومعارضة خطة ترامب في الانسحاب منه.

ويبدو أن إنسحاب  ترامب من الإتفاق النووي  دفع بسلفه أوباما للعودة إلى السياسة خلافاً لجميع الرؤساء السابقين في أمريكا. ويبرّر أوباما عودته إلى السياسة بأن الولايات المتحدة في خطر وأن ما جرى خلال عامين سابقين في البيت الأبيض مثير للقلق وكان لافتاً أن أوباما أكدّ الأسبوع الماضي أن الأميركيين لديهم فرصة لإعادة العقلانية إلى الساحة السياسية للبلاد عبر المشاركة في الإنتخابات النيابية التي ستعقد بعد أقل من شهرين وذلك خلال كلمته بجامعة ابلينوي دعماً لمرشحي الحزب الديمقراطي.

وتحوّل أوباما الى محور حملة الديمقراطيين الإنتخابية كما تحوّلت إيران إلى محور أساسي للخلاف بين ترامب والحزب الديمقراطي. 

وبالموازاة مع عودة أوباما، عاد وزير خارجيته جون كيري ليجرّب حظّه للوصول إلى البيت الأبيض من جديد وتظهر رغبته تلك جلياً عند تواجده الإعلامي الكثيف في الفضائيات وخاصة ان بي سي العدو اللدود لترامب. 

 

اقرا ايضا : السياحة الجنسية بين العراق وإيران؟!

 

 

وكشف كيري عن لقاءاته المتكررة مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف خلال شهور ماضية ما أثار غضب الرئيس دونالد ترامب الذي اعتبر أن تلك اللقاءات غير قانونية. واتهم ترامب، كيري بأنه طالب إيران بالتريث حتى تنتهي ولاية ترامب. 

هذا والرجل أعلن أكثر من مرة عن إستعداده للتفاوض مع نظيره الإيراني بدون أي شروط مسبقة وفي أي مكان يريده روحاني! فكيف يعيب على جون كيري الذي لا يحظى بصفة سياسية لقاءه مع نظيره السابق؟!

وسرعان ما انضم  بومبيو وزير الخارجية الى رئيسه ترامب، متهماً  كيري بإضعاف موقع الولايات المتحدة مقابل طهران. وردً عليه متحدث باسم كيري بالقول: " تعالوا نتحدث عن الحقائق بدل حرف الرأي العام! فإن وزير الخارجية (السابق) كيري على غرار جميع أسلافه يتواصل مع جميع نظرائه السابقين. " كما أنه وخلال اتصال هاتفي مطول مع وزير الخارجية الحالي بومبيو وضعه في تفاصيل قراءته للقاء مع الطرف الإيراني ولم يخف شيئا عن حكومة ترامب. إن السيد كيري كما المتحالفين مع الولايات المتحدة يرون ضرورة استمرار إيران بالالتزام لتعهداتها في الإتفاق النووي الذي كلّف من أجل الوصول إليه مفاوضات مطولة لأعوام. ان ما قام به كيري ينطبق مع السياسة الأميركية وليس أمراً غريباً فضلاً عن أن يكون خاطئاً وخلافاً للأعراف. فان وزير الخارجية السابق هنري كسينجر منذ عقود يعقد لقاءات مع نظرائه الصينيين والروس. 

وهكذا يبدو أن إيران ستتحوّل إلى مشروع ورقة رابحة للديمقراطيين الأميركيين في الإنتخابات النيابية التي ستعقد بعد أقل من شهرين وثم الإنتخابات الرئاسية في العام 2020.