رد الدكتور محمد عصفور من مملكة البحرين على مقال كتبه الشيخ عباس حايك في موقع لبنان الجديد بعنوان " مطربو عاشوراء ".

وجاء في رده ما يلي:

" كتب الصديق العزيز والاخ النبيل سماحة الشيخ عباس حايك مقالا بعنوان ( مطربو عاشوراء ) وكنت أحاول مناقشة الافكار التي بثها في مقاله ، أما عن الشيخ عباس حايك فهو صديق كريم ونبيل وعلاقتي معه جد متينة فكثر ماذهبت إلى زيارته في بيته العامر فأكرمني بحسن ضيافته ودماثة أخلاقه غير أني أحببت أن أعبر عما كاد يستقر في ذهني من أفكار ومن الممكن التوقف أمام ماكتب على مستوى العنوان والأفكار المتضمنة.

فأولى عتبات النص العنوان والشيخ عباس حايك أديب يحسن رصف الكلام وسك المسكوكات وهو - كما ذكر في المقال على دين طه حسين - فهو يجيد سك المستفزات لكنه طيب يختلف عن طه حسين لأن طه حسين ( يجيد ضرب الزنب) فهو رتب مؤامرة لأحد أساتذته فأزاحه عن منصبه وأخذ مكانه ، لكن الشيخ عباس لايجيد تلك المؤامرات لكنه يعيش أزمة ثنائية الغياب والحضور عن ممارسة الدور إنه الكرسي ( الدوار) الذي يمثل الثوب الفضفاض لسماحة الشيخ فهو يسبح فيه ويختفي ويكاد يغرق فيمارس استغاثة الغريق من خلال نصوص يحسن سك عناوينها عتباتها الاولى بوصفه أديبا يحسن الصناعة الفنية لكنه يغرق - كما ذكرت في بحر من النصوص - ظن هو وجماعة تحسن إحماءه على النار- تفهم النصوص على نحو عقلي كعقل ذوي الأحلام ، هؤلاء قال عنهم فرويد مراهقون ، لأن المصلح يرمم والمراهق يدمر 

وفِي أول عتبة من عتبات تحليل خطابه نقتفي تاريخه القصير في العناوين التي تشبه ملهمه الاول طه حسين في الاستفزاز وأزمة الثوب الفضفاض والاستلاب الباريسي ، لكن طه حسين شفع أدبيته بثقافة موسوعية أنت لست منها في شيء يا سماحة الشيخ وان شئنا الدقة نستطيع أن نوسمك بالصحفي الذي تحدث عنه محمد بن سلام الجمحي وفرق بينه وبين العالم وبرّز هذا الاصطلاح الدكتور الطاهر مكي في كتابه دراسة في مصادر الادب وبالعودة الى تحليل خطاب العناوين عند سماحة الشيخ فهو يمثل الدعامة الاولى لثوبه الفضفاض فقبل نحو سنة أو أقل وقع كتاب في معرض الكتاب بعنوان ( سموم النص)  بدا فيه - ومن خلال قراءة توليتها بشكل لصيق - كحاطب ليل تداخلت بين يديه القضايا فهو ليس باللغوي المتين ولا بالمؤرخ ذي القدم الراسخة ولا بالمفسر ولا بالفقيه .


ومن خلال  ماتقدم فان سماحة الشيخ يمتلك تاريخا لافتا على مستوى العناوين وآخر مضطربا على مستوى التلقي فلن أدخل في تفاصيل كتاب سموم النص الذي تجاوز فيه على النص المؤسس من خلال همس المقدمة التي قدم له بها أحد أصدقائه ولكنني ألفت إلى شيء وهو أن الشيخ عباس يشيد بالشيخ مغنية وشمس الدين ويكاد لايملك القذرة على قراءتهما بشكل متضام ، كما أشاد بطه حسين ولَم يقرأه على نحو تام 

يا سماحة الشيخ فطه حسين الذي تشيد به يصور الامام الحسين ع في كتاب الفتنة الكبرى وفِي سياق الحديث عن صلح الامام الحسن ع ومن خلال اخبار يتكىء عليها أقول أن طه حسين لي هذا السياق يصور الامام الحسين ع - وحاشاه- بأنه الفتى المتسرع الغضوب المتسرع الذي يحدث الضجيج والدليل على ذلك ان الامام الحسن ع  قيدالامام الحسين ع حين اراد إبرام الصلح مع معاوية  فهذا هو طه حسين الذي تريدنا ان نتخذه اماما في قراءة الامام الحسين ع 

يا سماحة الشيخ انت تتجاوز مساحاتك الممكنة - معرفيا- الى مساحات تغرق فيها فلست المهيأ على تقديم صورة ممكنة القراءة لتراث الامام الحسين ع  فاسمح لي يا سماحة الشيخ وبكل محبة ان اخبرك انك لاتمتلك تلك الأدوات المعرفية الممكنة لقراءة الامام الحسين ع  فلست المؤرخ ولا الفقيه ولا المحدث حتى بلغ من أمرك أن تقزم علماء الأمة - ضمنا- وتلجأ وهما الى طه حسين 

مع كل محبة صديقك المخلص".