المحكمة الدولية : عناصر من حزب الله نفذوا عملية إغتيال رفيق الحريري
 

من المتوقع أن يصدر الحكم النهائي أوائل العام المقبل بعد انتهاء القضاة من المذاكرة والتدقيق، ليفتح المجال بعدها لفريق الدفاع بتقديم استئناف للحكم
 
بدأ فريق الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الثلثاء، بتقديم مرافعاته النهائية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، المتهم فيها قادة من “حزب الله” المرتبطة بالنظام الإيراني.

وسيقدم الادعاء موجزا للقضية، التي عمل عليها منذ عام 2014، فيما سيقدم كل من الممثلين القانونيين لفريقي الدفاع والمتضررين مرافعاتهم النهائية في جلسات قد تمتد لأسبوعين.

ويعرض فريق الإدعاء الأدلة، التي جمعها طوال السنوات الماضية، بعد الاستماع لأكثر من 307 شهود، وجمع ما يفوق 3000 قرينة بحضور وكلاء الدفاع والمتضررين، من بينهم سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف نجل الراحل.

وتدعم المرافعات النهائية للإدعاء تثبيت الاتهام على المتهمين الـ4 بتورطهم في التخطيط والتنفيذ في قتل الحريري، إذ يقدم المدعي العام أدلة “لا تقبل الشك” لما قام به المتهمون قبل وخلال وبعد اغتيال رئيس الوزراء الراحل، وذلك بحسب مصادر مقربة من المحكمة.

وترتكز الأدلة على استخدام المتهمين لمجموعة شبكات الهواتف قبل وأثناء وبعد عملية الاغتيال، وهي شبكات هاتفية خاصة وزعت حسب مهام كل مجموعة، كالشبكات المغلقة بين المجموعة المنفذة، ويعتبر استخدام هذه الهواتف بين المتهمين من الطرق الرئيسية التي أدت إلى كشف أسمائهم.

ويفند الإدعاء ارتباط استخدام هذه الهواتف بأماكن كان يرتادها الحريري، وإثبات أن المتهمين جندوا أحمد أبو عدس، لكي يتهم زورا بارتكاب الجريمة.

وسيتناول الإدعاء جانبا سياسيا من الاغتيال، والأحداث، التي سبقت جريمة اغتيال الحريري، ولكن من غير المؤكد إذا كان المدعي العام سيشير إلى الهوية السياسية للمتهمين باعتبارهم أعضاء بارزين في  ميليشات حزب الله اللبناني، بيد أنه سيتحدث عن الظروف السياسية التي سبقت الاغتيال.

المتهمون.. وقائدهم بدر الدين

والمتهمون في قضية اغتيال الحريري أعضاء بارزون في “حزب الله”، وهم مصطفى بدر الدين، وسليم عياش، وحسين حسن عنيسي، وأسد صبرا، وحسن مرعي.

وقال فريق الإدعاء إن مصطفى بدر الدين هو العقل المدبر لعملية الاغتيال، والباقي كانوا منفذين للعملية، وبذلك يعتبر بدر الدين، الذي قتل في سوريا في مايو 2016 أبرز المسؤولين عن تلك العملية.

وأوضح الإدعاء إن خبرة بدر الدين العسكرية وسجله مكنته من الوصول إلى هذه المرتبة حتى يكون القائد العسكري لحزب الله في سوري.

والاسم الحقيقي لبدر الدين هو سامي صعب، وكان يعتبر الرجل الثاني في حزب الله، وهو كان صهر القيادي القتيل البارز في الحزب عماد مغنية.

وتولى بدر الدين موقع قائد العمليات الخارجية في الحزب، كما كان عضوا في مجلس شورى الحزب، وقد أوقف في الكويت عام 1983 وسجن هناك بسبب ضلوعه في تنفيذ سبع جرائم تمس منشآت حكومية ومدارس ومساكن.

وهرب بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 إلى إيران، وأعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت.

وبحسب مواقع غربية، فإن بدر الدين عين خلفا لعماد مغنية بعد اغتياله في تفجير استهدفه في دمشق في فبراير2008. وأقام الاثنان أوسع صلات استخباراتية مع أجهزة الأمن العربية والإيرانية، خصوصا في ليبيا والسودان وسوريا.

50 سؤالا..

وطالبت غرفة الدرجة الأولى من الادعاء الإجابة على أكثر من 50 سؤالا خلال المرافعات النهائية، فيما يقدم كل فريق تقويمه للأدلة والشهادات، التي جرى جمعها خلال المحاكمة، والأسباب التي تبرر النطق بالحكم لمصلحة كل طرف.

وقبل المرافعات النهائية كان قد جرى تقديم مذكرة نهائية للمحاكمة من كل فريق، ومذكرة من المتضررين المشاركين في الإجراءات في قضية المتهمين الأربعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المرافعة النهائية هي موجز لقضية كل فريق كان قد عرضها في الإجراءات القائمة بحق المتهمين الأربعة.

والمرافعات الشفوية النهائية ستكون ملخصا عن المذكرات الخطية، التي قدمت في وقت سابق خلال جلسات المحكمة بعد مراجعتها.

تجدر الإشارة إلى أن المرافعات النهائية لا تشكّل حكما نهائيا، إذ انه وبعد فراغ جميع الأطراف من الإدلاء بمرافعاتهم النهائية، سينصرف القضاة الخمسة في المحكمة إلى المداولة والمذاكرة بشأن الحكم.

ويتوقع أن يصدر الحكم النهائي أوائل العام المقبل بعد انتهاء القضاة من المذاكرة والتدقيق، ليفتح المجال بعدها لفريق الدفاع بتقديم استئناف للحكم.

 

وأكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري​، في تصريح له من امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي أن "هذا اليوم هو صعب لنا جميعاً وللبنان"، مشددا على ان "شهداء 14 آذار سقطوا لحماية لبنان"

ولفت الحريري بعد انتهاء الجلسة الأولى من المرافعات النهائية أمام المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى ان الاثباتات ظهرت سابقاً وتم التكلم بها واليوم يستخلصون ما قدم في السنوات الماضية كي يأخذ القضاة قراراً في هذا الموضوع.

وقال الحريري: "منذ البداية طالبنا بالعدالة لانها تحمي لبنان ولم نلجأ يوما الى الثأر لأن رفيق الحريري كان رجل عدالة والحقيقة ستظهر". مشدداً على ان من ارتكب هذه الجريمة سيدفع الثمن عاجلا أم اجلا، لافتا الى انه خلال أشهر سيصدر الحكم، قائلا: "بالنسبة لي البلد هو الأهم والكل يعلم أن المشكلة كانت كبيرة بين الشهيد رفيق الحريري والنظام السوري".

ورداً على سؤال حول الاتهامات الموجهة الى "حزب الله" في جريمة اغتيال والده، قال الحريري: "عندما أكون في هذا الموقع يجب أن أضع مشاعري جانباً.

ولفت وزير الداخلية والبلديات ​نهاد المشنوق​، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى أن ""يوم العدل على الظالم، أشد من يوم الجور على المظلوم"، معتبرا أن "​رفيق الحريري​ سيبقى في ضريحه الحد الفاصل بين الحق والباطل، وبانتظار الحكم النهائي للمحكمة الخاصة ب​لبنان​، عندها لكل حادث حديث".

و اعتبر رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ امام الجالية اللبنانية في ​ستراسبورغ​، ان "اليوم يوم سعادة بالنسبة لي بسبب لقائي معكم"، مشيرا الى أنه "في الاعلام في لبنان اجمالا يتم التكلم عن الأشياء التي لا تعجبهم، ولكن هناك أمور تعجب الناس الذين يفكرون في لبنان ويرون الانجازات التي تم تحقيقها منذ انتخابي الى اليوم".

وأكد أنه "بعد ​الانتخابات​ على اساس القانون الجديد كل الشعب تمثل ولا أحد محروم من الوجود في ​المجلس النيابي​، وما سيخرج من المجلس النيابي هو التمثيل الصحيح لل​سياسة​ اللبنانية، ولكن هناك من يريد أن يعارض أي موضوع وينسى ما تم تحقيقه ويطالب بالامور التي لم تتحقق"، لافتا الى أن "الامور تتراكم منذ 28 سنة من الدين العالم الى الاهمال في جميع الميادين التي تهم المجتمع. وللأسف أنتم تسمعون الأخبار عن بعيد، ولكن نحن نحمل رسالة لبنان في الداخل والخارج".

وذكر الرئيس عون أن "هناك عثرات كثيرة من الـ2005 بعد عودتي من فرنسا الى اليوم، ولكنها كلها أمور غير عرضية وحركتهم المضادة حاصلة لأنهم لا يحبون الاصلاح وهذا الاصلاح يزعجهم، فالنفس الجديد ليس نفسهم"، مشددا على أن "يحصل في الادارة اللبنانية شيء غير مقبول، هذا في السيئات، ولكن مستقبل لبنان الجيد نصنعه اليوم وهو أملكم وأملنا، هو لكم ولأولادكم ولمستقبلكم".

واشار الى "أننا لم نأتِ الى السلطة لنأخذ الألقاب، المهم أن لا نتأثر وأن "لا ننفخ" أنفسنا في الالقاب"، لافتا الى "أننا قمنا بأشياء كبيرة بالنسبة للبنان، فعلى الصعيد الاقتصادي سنبدأ باستخراج ​النفط​ الذي كان محرما عام 2013، الان أصبح حلالا في الـ2017، في حين ​قانون الانتخاب​ الذي كان يشغل لبنان من 1992 الى 2018، أصبح ممكنا وقمنا بالانتخاب على اساسه وأصبح لدينا مجلس نواب جديد، والسلك الدبلوماسي الذي كان معطلا اكتمل فيه النصاب في كل دول العالم، وأصبح هناك سفراء فخريين في كل الدول الكبيرة. وكذلك في ​القضاء​ حصل نهضة وتجددت النفسية وأعطت حصانة قوية للقاضء ليكون عادلا ومنصفا بين المواطنين".

وأكد الرئيس عون أنه "من هنا نرى لبنان الجديد الذي سيبنى. وأهم شيء بالنسبة لنا هو ​الأمن​، فالارهابيون كانوا يسيطرون على ​السلسلة الشرقية​ ويقومون بأعمال تفجيرية، فقمنا فورا يتغييرات وتنظيمات جديدة في القيادة وحضّرنا للمعركة عام 2017، وكانت عملية سريعة وناجحة، في وقت تابع ​الجيش​ وأجهزة المخابرات ملاحقة الخلايا النائمة الموجودة في المخيمات. ولذلك ترون لبنان اليوم ينعم بأمن ربما ليس موجودا هنا في فرنسا. وايضا كل المشاكل الداخلية التي تمس بالامن من سرقة البنوك والسيارات وسرقة الناس، انقطعت مئة بالمئة، فلبنان من الشمال الى ​الجنوب​ يستطيع المواطن فيه أن ينام على الطريق، ولا نخشى على أمن المواطنين وعلى زوارنا".

 

 

إقرأ أيضا : عاشوراء مناسبة أكبر من أي طائفة أو دين

 

 

عربيا وإقليميا : 

 

أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أن القتال ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب يمكن تأجيله، لكن القضية يجب حلها ولا يمكن التعايش مع الإرهابيين.

وقال لافرينتييف في أعقاب المفاوضات التي جرت في جنيف بمشاركة ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وتركيا وإيران) والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن الاجتماع تناول الوضع في إدلب.

وتابع لافرينتييف أن "التعايش السلمي مع الإرهابيين أمر مستحيل. ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائيا".

وأكد أن روسيا والدول الضامنة الأخرى تعمل كل ما بوسعها من أجل حل قضية إدلب بأدنى حد ممكن من الخسائر، ومع ضمان أمن السكان المدنيين.

وتابع لافرينتييف قائلا: "إذا تحدثنا عن التأجيل، فيمكن تأجيل محاربة التنظيمات الإرهابية أسبوعا أو أسبوعين أو 3 أسابيع. ولكن ماذا بعد ذلك؟ يجب حل هذه القضية بشكل جذري عاجلا أم آجلا. ولذلك فإن الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة الموجودة في إدلب عن المتطرفين".

وأضاف أنه يجب العمل بدقة في هذا المجال، معبرا عن اعتقاده بأن "العسكريين من الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) يستطيعون الاتفاق على آلية العمليات ضد التنظيمات الإرهابية في هذه المحافظة. والأهم هنا تجنب الخسائر وسط السكان المدنيين".

 

و حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا وإيران وتركيا على "ألا تألو جهدا من أجل التوصل لحلول لحماية المدنيين" في محافظة إدلب السورية".

وقال إن "من الضروري تماما" تفادي نشوب معركة شاملة. وقال للصحفيين إنّ "هذا سيؤدي إلى حدوث كابوس إنساني لم يحدث له مثيل في الصراع السوري الدامي".

و اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ​جون إيف لودريان​، أن "هجوم قوات ​النظام السوري​ على ​محافظة إدلب​ قد تكون له تداعيات مباشرة على الامن في ​اوروبا​، بسبب الخوف من تفرق آلاف الجهاديين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم الى اوروبا".

وفي حديث الى شبكة التلفزيون "بي اف ام تي في"، أكد لودريان أن "الخطر الامني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين الى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطرا على أمننا في المستقبل"، مقدرا عدد المقاتلين الفرنسيين في ​هيئة تحرير الشام​ بـ"بضع عشرات".

كما تطرق الى احتمال حصول كارثة إنسانية في ادلب، معتبرا أن "ما حصل في حلب في كانون الاول 2016 عندما دخلت قوات النظام هذه المدينة لا يقارن بالفظائع التي يمكن ان تحصل في ادلب حاليا".

 

 

إقرأ أيضا : السياحة الجنسية بين العراق وإيران؟!

 

 

دوليا : 

 

وجّه الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ تحية إلى "أرواح الأبطال الذين قاوموا خاطفي طائرتهم في 11 أيلول 2001"، مؤكدا أن "​اميركا​ لن تخضع للشر ومتعهدا بذل كل ما يقتضيه الأمر لحماية البلاد".

ونوّه ترامب بـ"شجاعة أربعين رجلا وامرأة كانوا على متن الرحلة 93 الذين تصدوا لأربعة خاطفين كانوا حوّلوا مسار الطائرة نحو ​واشنطن​"، مشيرا الى أن "ركاب الطائرة وأفراد طاقمها اتحدوا وأجروا تصويتا ثم قرروا التحرك".

وأضاف: "لقد هاجموا العدو وقاتلوا حتى آخر رمق وأوقفوا قوى ​الإرهاب​ وهزموا مخطط الشر الرهيب"، مؤكدا أن "الوطنيين الشجعان قلبوا الطاولة على اعداء أمّتنا والتحقوا بركب الأبطال الأميركيين الخالدين".

 

و أعلن دونالد ترامب جونيور، الابن البكر للرئيس الاميركي في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، أنه لا يخشى دخول السجن بسبب التحقيقات الجارية حول احتمال حصول تواطوء بين موسكو وفريق حملة الرئيس ترامب.

وقال ترامب الابن ايضا، إن الرئيس الاميركي قلص عدد معاونيه بشكل كبير وحصرهم بعدد قليل من الاشخاص الذين يثق بهم في البيت الابيض.

ويبلغ دونالد ترامب الابن الاربعين من العمر. وهو مستهدف من قبل المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق في احتمال وجود تواطؤ بين فريق ترامب وروسيا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.

وتسلطت الاضواء على ترامب الابن بعد أن التقى محامية روسية في حزيران 2016 في برج ترامب في نيويورك.

وردا على سؤال من مراسلة "إيه بي سي" حول ما اذا كان يخشى إيداعه السجن، قال ترامب الابن "لا، لانني أعرف ما فعلت وأنا غير قلق" مضيفا "هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا فبركة شيء، ورأينا أنهم فعلوا ذلك مع جميع الباقين، وأكرر مرة ثانية أنا لست خائفا".