يبدو أن عدد الزوار العراقيين لإيران شهد إرتفاعاً ملحوظاً منذ 2015 بعد زحف الدواعش إلى أجزاء من العراق وتزامنت تلك الفترة مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية
 

تصريحات رئيس اتحاد الفنادق بمحافظة خراسان الإيرانية محمد قانعي أكد فيها الأخير حصول مسافرين عراقيين على خدمات جنسية من نساء إيرانيات في أماكن تسمى بيوت المسافرين، أثارت ضجة في إيران وكادت أن تؤدّي إلى تعرّض السواح العراقيين في إيران  إلى هجمات عنصرية لو لم تكن التدابير الإعلامية من قبل مواقع للتواصل الاجتماعي. 

المسؤولون في إيران ينفون الموضوع جملة وتفصيلاً ويعتبرون أن هناك مؤامرة أجنبية لضرب قطاع السياحة الإيرانية. ويخص إمام جمعة مشهد أحمد علم الهدى بريطانيا بالذكر ويتهمها ببث الفرقة بين الشعبين الإيراني والعراقي. ربما يعود السبب إلى أن صحيفة غارديان البريطانية نشرت تقريراً عن سياحة العرب في مدينة مشهد ينقل المراسل عن سائق تاكسي بمدينة مشهد قوله: " ان العراقيين يبحثون عن مومسات هنا وذات يوم استقل زائر عراقي سيارتي وسألني عن فتيات لزواج المتعة فأجبته بأنهن متوافرات ومن كل الجنسيات بما فيها غالبية الأقطار العربية. " ويقول تقرير صحيفة غارديان ان " العشرات من فنادق خمسة نجوم وسط مدينة مشهد تكتظ بالباحثين عن بائعات الهوى وذلك على الرغم من أن القوانين في إيران تحظر إقامة علاقات غير شرعية بين الرجال والنساء كما ان الفنادق تمنع الاقامة رجل وامرأة دون زواج." 

ربما لا يعرف إمام جمعة مشهد أن صحيفة غارديان ليست حكومية حتى تعكس سياسات الحكومة البريطانية. ولكن وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي اتخذ موقفاً أسوء من موقف إمام جمعة مشهد وطالب بمقاضاة الإعلاميين الذين بثوا تلك  الشائعات على حد قوله. واعتبر رئيس منظمة السياحة الإيرانية أن السبب في بثّ تلك الشائعات يعود الى الازدهار الهائل الذي تشهده السياحة الأجنبية في إيران وأثار هذا النمو سخط الأعداء الذين يخططون لضرب إيران.  

اقرا ايضا : المعاقبون الثلاثة ومصير إدلب

 

بطبيعة الحال لا يمكن تجاهل تلك الحقيقة البسيطة التي تفيد بأن الجنس لا يغيب عن حياة الإنسان حتى عندما يعيش خارج الكرة الأرضية. ولكن يبدو أن عدد الزوار العراقيين لإيران شهد إرتفاعاً ملحوظاً منذ 2015 بعد زحف الدواعش إلى أجزاء من العراق  وتزامنت تلك الفترة مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية إثر هجوم المتطرفين على مبنى السفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمشهد. وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران إلى منع المملكة مواطنيها من السفر إلى إيران ما حرم إيران من عشرات الآلاف من الزوار السعوديين الشيعة. وبعد مقاطعة السعودية انخفض عدد الزوار الخليجيين أيضا بينما ارتفع عدد الزوار العراقيين خاصة في الأشهر الأخيرة مع هبوط العملة الإيرانية أمام الدولار  ولا شك في ان ارتفاع عدد الزوار يتبع ارتفاع الجرائم ولا يمكن التجنب منه. 

الذين يطبقون نظرية المؤامرة على قضية السياحة الجنسية بمشهد يعتقدون أن هناك أياد تزرع الكراهية بين الإيرانيين والعراقيين وسبق لهم ان حاكوا قصصا عن السياحة الجنسية لإيرانيين في المدن العراقية وأطلقوا حملة ضد ما أسموها سياحة المتعة واتهموا الزوار الإيرانيين للمقامات المقدسة في العراق باستغلال الشعائر الدينية ومنها زيارة أربعينية الإمام الحسين لإشباع رغباتهم الجنسية. 

وبناءً عليه يرى هؤلاء أن هناك تضخيماً لمخالفات أو جرائم ترتكب هنا وهناك وأن القصد من وراء هذا التضخيم هو ضرب اقتصاد السياحة الإيرانية الذي يعاني من العقوبات ويجد في توفير الخدمات السياحية متنفساً من تلك الصعوبات التي تعشيها إيران.