مرة أخرى يعود لبنان إلى لفت اهتمام وسائل الإعلام الدولية. ليس بسبب التطورات السياسية فيه، لكن بسبب فيديو نهر الزبالة الذي يظهر الأوضاع المتردية التي وصلت إليها البلاد.
 

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الثلاثاء، الفيديو الذي بات يعرف على نطاق واسع باسم"نهر الزبالة"، وظهر عقب فيضانات غير مسبوقة ضربت البلاد في اليومين الماضيين، معتبرة أنه يعكس الأزمة الأوسع التي تعيشها البلاد.

ويظهر الفيديو، المخلفات من أكياس القمامة وزجاجات فارغة وصناديق الورق المقوى، وهي تطفو فوق المياه المتدفقة بين الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل ميليشيات حزب الله اللبناني.

وذكرت الصحيفة أن هذا النهر يكشف عن تردي الأوضاع في البلاد، التي تكافح من أجل حل مشكلة القمامة، مشيرة إلى أن العاصمة اللبنانية تعاني كثيرا من مشكلة النفايات المتفاقمة، منذ إغلاق المطمر الرئيسي في الناعمة عام 2015، أمام النفايات.

وفجرت أزمة القمامة في العام ذاته حركة احتجاج في البلاد، وأصبحت رمزا صارخا لعجز النظام السياسي في البلاد عن توفير الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء.

وأضاف أنه رغم إغلاق المكب، إلا أنه لم يكن لدى الحكومة اللبنانية بديل، بل مجرد خطط مؤقتة لم تفلح في حل الأزمة.

ولم يقتصر الأمر على الضاحية الجنوبية، إذ تسببت السيول في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة طرابلس شمالي البلاد ومناطق قضاء الضنية المجاور.

وقال النائب اللبناني، أحمد فتفت، إن المنطقة لم تكن مهيئة للتعامل مع مياه الأمطار التي دمرت أيضا منازل.

وهذه ليست المرة الأولى، التي تسترعي فيها أزمة النفايات في لبنان اهتمام وسائل الإعلام الدولية، إذ نشرت شبكة "سي أن أن" في يناير الماضي، تقريرا تناول شواطئ لبنانية غصت بالنفايات، وقالت حينها إن إحدى البلديات استعانت بمقاول على عجل من أجل إزالة النفايات المتراكمة على الشواطئ.

وقبل محاولة البلدية، عمل مطوعون على تنظيف الشاطئ الواقع قرب نهر الكلب شمالي بيروت 16 مرة، وبالنسبة إلى لبنان الذي يفتخر بجمال طبيعته فإن الصور المتداولة عن الشواطئ القذرة تمثل إحراجا له.

واعتبرت " ديلي ميل" أن أزمة النفايات تكرست بفعل ترك الحكومة المجالس المحلية تعمل دون توفير الموارد الأساسية لها، خصوصا خارج العاصمة.

وذكر نشطاء، حسب الصحيفة، أن تفاقم الأزمة يرتبط بالفساد والجمود اللذين يسيطران على الحكومة.