ترامب هو أشبه الناس خُلقاً ومنطقاً بمحمود أحمدي نجاد
 

 

حينما عبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي قبل عامين عن المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب بأنه رجل صادق وشفاف حيث أنه يعترف خلال الحملة الاعلامية بالمؤامرات الخبيثة التي حاكتها إدارة أوباما بزرع جماعات إرهابية هنا وهناك، سمينا هذا المرشح الخارج عن الاصطفافات الحزبية بأنه أحمدي نجاد ثان ولهذا سميناه "ترامب نجاد" في إشارة إلى وجوه شبه كبير بينهما وقلنا أن ترامب هو أشبه الناس خُلقاً ومنطقاً بمحمود أحمدي نجاد.

 

ذلك لأن كلاً منهما يعاني من عقدة النقص ويستعيض منها باتخاذ مواقف مثيرة ومزعجة للآخرين ولفت انتباه العالم وخاصة الإعلام. إنهما لا يرضيهما إلا الظهور الإعلامي العالمي وليس لديهما عمق فكري أو تدبير وحكمة.

 

وهناك موضوع تناوله ستيفن والت استاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأميركية خلال مقال نشره بمجلة السياسة الخارجية (فارين باليسي) يقول والت : " بعد خروج الرئيس من البيت الأبيض يجب علينا جميعا ان نستعد لإعادة ترتيب علاقاتنا مع عالم يتركه لنا الرجل. "

 

إقرأ أيضا : ترمب بيشرب النفط وبوتين بمص دماء السوريين

 

 

ان ترامب وفق استاذ العلاقات الدولية ستيفن والت ليس لديه أي رؤية مستقبلية لما يحدث في العالم اليوم والأنكى من ذلك أنه يضعف الولايات المتحدة بسياساته ويكفي لمعرفة الموضوع ان نعرف بأن الكثير من المشتغلين في السياسة الخارجية يبذلون  جهودهم ليلاً نهاراً لتخفيف الأضرار الناجمة عن مواقف ترامب الى الحد الأدنى. انهم يؤدون دور والدين لهما طفل ناشئ وهائج يجولانه في سوق صيني مزدحم ويحاول الكل انقاذ الصحون الصينية ولا يفكر أحد فيما ينبغي أن يفعله بعد انتهاء تلك المرحلة. يتساءل والت: أي رئيس يحاول لفت الأنظار إلى نفسه في اجواء وفاة سيناتور مك كين؟ قد يكون ترامب كارثة في إدارته للحكومة ولكن قدرته على جذب انتباه الآخرين باستخدام السلوكيات العصبية عالية لدرجة أن مادونا تبدو كهاوي في هذا الصدد.

 

ويقترح والت جملة من الإجراءات والتدابير لمرحلة ما بعد ترامب التي يراها قريبة جدا. ومتزامنا مع نشر مقال ستيفن والت، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقال لأحد المسؤولين الكبار في البيت الأبيض يؤكد ما أشار  اليه والت من أن المشتغلين في السياسة الخارجية في الحكومة يركزون على احتواء الرئيس ترامب وتخفيف اضراره ما أثار غضب الرئيس يبدو أن الرئيس الذي علق عليه بأنه خائن. يبدو أن الرئيس  الأميركي يعيش وضعا لا يحسد عليه احد. انه دفع بالرئيس السابق باراك اوباما الى خرق التقليد السائد بين جميع الرؤساء الأميركيين في عدم التدخل في شؤون الرئيس الحالي والاهتمام بالانتخابات النيابية المقبلة كما دفع وزير الخارجية السابق جان كيري للإستعداد للترشّح في الانتخابات الرئاسية بعد هزيمته في التنافس مع بوش الابن. 

 

يبدو أن الجمهوريين سيدفعون ثمن سياسات الرئيس ترامب في الانتخابات النيابية المقبلة غالياً كما دفع المحافظون في إيران تكاليف باهظة على سياسات محمود أحمدي نجاد. وهذا هو وجه شبه آخر بين الرجلين.

 

ولكن الفرق بينهما ربما يكون في أن نجاد أنهى ولايته الثانية ولكن ترامب ربما لا ينهي ولايته الأولى وينتهي قبل إنتهاء ولايته.