أين أنتم من شعار كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ؟
 

إعتاد المسلمون الشيعة أن يحيوا ذكرى عاشوراء بمراسيم سنوية تُقام فيها المجالس والخطب والمآدب الخ ..وذلك مواساة منهم لحفيد رسول الله الامام المظلوم والشهيد في ارض كربلاء الحسين (ع) ..ولكن اللافت والمؤسف ان كل هذه المراسم تقام بعد ان تم افراغ عاشوراء من مضمونها وجوهرها كثورة  ضد الظلم والفساد وشعلة خالدة للتحرر من عبودية الانسان للانسان والتوجه نحو الكمال المطلق .

وللمناسبة احببت ان اوجه بعض الرسائل والتساؤلات لمن يبصر او يلقى السمع وهو شهيد..

-أين نحن اليوم من ابرز شعار طرحته عاشوراء ،طلب الاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ 

-أين نحن من شعار هيهات منا الذلة؟ 

أي إنسان  عاقل يدرك انه لا يمكن ان يكون هناك ذل ومهانة بأبشع الصور من الذي نحن فيه: سرقة، فساد ، غش ، محسوبيات ،وزبائنية سياسية شعارها اشهدوا لي عن الأمير . 

وسط هذا السكوت المريع عن كل ما نحن فيه والكلام موجه لأولي الأمر أين أنتم من تطبيق هذا الشعار الحسيني الذي تتباهون فيه؟

أين أنتم من شعار كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ؟

 هل تجسيد هذا الشعار يكون بسياسة فن الممكن؟ والجلوس على الطاولة ورفع شعار محاربة الفساد ؟ أم بنشر الوعي الثوري الحسيني ؟ 

لم اسمع ان الحسين قال في مجريات المعركة ان وحدة الطائفة اهم من اي شيء او حتى وحدة الوطن .الوطن الذي تناهش لحمه امراء الحرب فيه وحولوه مزرعة تدار بالمحاصصة والنهب والفساد ..اليوم وغدا تقام المجالس حتى في قصور الفاسدين والسارقين ، يقيمون ولائم الطعام صارخين يا لثارات الحسين الذي يبكي حالنا.. 

رسالتي هنا:اثأروا من انفسكم والطموا وجهكم وقطعوا ايدكم وكفوا ألسنتكم قبل ان تماروا وتراءؤا ..كفاكم القول ماذا عسانا نفعل اننا نحاول ..وسماحته قال ..وتعهد بمحاربة الفساد ودولته قطع الوعود بالانماء والاشراف المباشر ..بالله عليكم ٣ عقود لا تكفي من الوعود ..في بلد يحتل المراتب الاول في المديونية والفساد .كم عاشوراء نحتاج وكم حسين يجب ان يخرج شاهرا سيفه لكف الظلم ومحاربة هذا الكم الهائل من الاجرام بحق الانسان والوطن  ؟..

عودوا الى رشدكم ان كنتم من اصحاب هذا النهج الحسبني وسالوا انفسكم ماذا انتم فاعلين؟... غدا تسيرون الملايين لزيارة الاماكن المقدسة في العراق الجريح التي نهب ودمر تحت حكم العمائم ..ولا تشتروا حبة دواء لمريض او كتاب لتلميذ او دفتر وقلم لولد يتعلم ...ولما ؟ لديكم مدارسكم وجامعاتكم التجارية ومستشفياتكم الخاصة دمرتم وشركاؤكم في الوطن الدولة بشكل ممنهج لتبنوا امبراطوريتكم المالية والعقارية بسرقة اموال الناس والفقراء ...انتم تجسدون السياسة الأموية بكل تفاصيلها وشتان بينكم وبين ثورة الحسين.إنها البون  الشاسع بين السماء والأرض. 

وأختم بقول الشاعر العراقي مظفر النواب " لن أستثني أحد منكم لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم ..."