ايران تعرف جيدًا ان العلاقة بين روسيا وإسرائيل هي علاقة استراتيجية وعميقة جدًا وليس خافيا على أحد أن روسيا ليست حليفة للمقاومة في مرحلة ما بعد الإرهاب في سوريا
 

يعقد اليوم الإجتماع الثالث للدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران يتوقع أن يُحسم مصير مدينة إدلب وعمليات الجيش السوري لإستعادتها. 

وما يجمع تلك الدول الثلاث المتابعة لمسار أستانة لمكافحة الإرهاب  هو أن جميعهم يعانون من الحظر الأميركي وتشهد عملاتهم الوطنية الروبل والريال والليرة هبوطا أمام العملة الأميركية الدولار. 

وبناء عليه يبدو أن الهاجس الرئيس للقمة هو تخفيف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأميركية على بلدانهم. 

ومن تلك الخطط، إلغاء الدولار من التبادلات التجارية فيما بينهم واستبدال عملاتهم بالدولار. 

استبدال العملات الثلاث بالدولار يمثل رد فعل عصبي وليس قراراً قادراً على تغيير شيء أو تجنب شيء. فعندما لا تتمكن اليورو أن تُحرك ساكناً أمام عملة الولايات المتحدة فماذا تفعل العملات الوطنية لتلك الدول الثلاث؟!

وأما موضوع إدلب الذي لفت أنظار العالم حيث أن هذه المدينة هي آخر معقل للمعارضين السوريين، ليس موضع وفاق القمة حيث أن تركيا تقلق على نزوح المدنيين من إدلب إلى تركيا وروسيا لا تعنيه إلا تثبيت موطئ قدمها في الأراضي السورية وإيران تهمها بقاء نظام الأسد وتثبيت محور المقاومة. 

إقرأ أيضًا: محكمة لاهاي وقصة الصداقة الإيرانية الأميركية

وهكذا يبدو أن لكل واحد من تلك الدول أولويات تختلف عن الآخر. 

إن إجتماع قادة تلك الدول لا يدل على وحدة أهدافها واستراتيجياتها. ان تركيا انضمت الى المحور الروسي الايراني بغية الخروج من المأزق السوري وروسيا تحولت الى اللاعب الرئيس في القضية السورية صاحب القرار الحقيقي. 

ان ايران تعرف جيدًا ان العلاقة بين روسيا وإسرائيل هي علاقة استراتيجية وعميقة جدًا وليس خافيًا على أحد أن روسيا ليست حليفة للمقاومة في مرحلة ما بعد الإرهاب في سوريا كما أن تدخلها في سوريا لم يكن من اجل دعم المقاومة بقدر ما كان هو من أجل تعزيز تواجدها في المنطقة ومكافحة الإرهابيين الإسلاميين الشيشان والقوقاز خارج الأراضي الروسية علما بأن 35 ألفًا من أتباع الروس يقاتلون في سوريا وهم يشكلون مصدر للخطر لروسيا. 

بطبيعة الحال تعزيز تواجد الروس العسكري في الأراضي السورية لا يثير قلق إسرائيل بل الأخيرة ترحب بهذا التواجد لأنه يشكل صمام أمان لإسرائيل. 

ولهذا يمكن القول بأن القضاء على الإرهاب في سوريا يفتح لمرحلة جديدة عنوانها عزلة إيران حيث ان بقاءها العسكري في سوريا سيكون مكلفاً  لها وللنظام السوري الذي سيضطر إلى الاختيار من الاثنين: الحفاظ على أمنه أو الحفاظ على العلاقة العسكرية مع إيران. 

إن حيدر العبادي لقّن درسًا لإيران حينما أعلن بأنه سيلتزم بتنفيذ العقوبات الأميركية على إيران حفاظاً على المصالح القومية العراقية.

 

(الباحث الإيراني علي شريفي)