في أيّار الماضي، أُلقيت كرة النار في حضن المدرّب السابق لإنتر ميلان ومانشستر سيتي الإنكليزي. عُيّن مديراً فنيّاً للأتزوري خلفاً لجانبييرو فنتورا المُقال بعد الفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018، وغياب أبطال العالم 4 مرّات عن النهائيات للمرّة الأولى منذ عام 1958.

مهمّة مانشيني معقّدة لأنّها سهلة وصعبة في الوقت ذاته: سهلة لأنّ بلاده لم تبخل يوماً بالمواهب الكروية التي صنعت أمجاد المنتخب أو الأندية التي دافعت عن ألوانها، وصعبة لأنّ الغياب عن المونديال أدخل إيطاليا في أزمة عميقة، فيها من انعدام الثقة والمخاوف، كما فيها من العثرات والمصاعب، على درب العودة الذي من المفترض أن يُعبَّد كاملاً قبل كأس أوروبا 2020، وخصوصاً قبل مونديال 2022 في قطر.

ويسعى مانشيني (53 عاماً) لضخ دماء جديدة في المنتخب الأزرق، لاسيّما بعد الاعتزال الدولي لمخضرمين أبرزهم حارس المرمى جانلويجي بوفون.

ومهّد اعتزال بوفون الطريق أمام حارس ميلان الشاب جانلويجي دوناروما (19 عاماً) للحلول بدلاً منه بين الخشبات الـ 3 للمرمى الإيطالي.

وقال دوناروما «نحن مجموعة رائعة، شابّة جداً. نحن مصمّمون على إعادة كرة القدم الإيطالية إلى المكان الذي تستحقّ أن تكون فيه. هذا واجبنا».

وتراجعت إيطاليا الى المركز الـ 31 في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وهو أسوأ ترتيب في تاريخها.

وتوّج الفشل في بلوغ النهائيات الروسية، مساراً انحدارياً للمنتخب منذ تتويجه بلقبه الرابع في مونديال ألمانيا 2006. خرج من الدور الأول في مونديالي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014. وعلى صعيد كأس أوروبا، بلغ النهائي في 2012، وأُقصي من الربع النهائي في 2008 و2016.

وبعد سلسلة الخيبات في البطولات الكبرى، شدّد مانشيني الذي قاد مانشستر سيتي عام 2012 الى لقبه الأول في الدوري الإنكليزي الممتاز بعد انتظار 44 عاماً، على رغبته في اعتماد مقاربة جديدة مع الأتزوري.

وقال «أريد تجربة أمر مختلف» يشمل بالدرجة الأولى التركيز على العنصر الشاب، في فلسفة تستوحي من النجاح الذي حققه ديدييه ديشان مع منتخب فرنسا، وغاريث ساوثغيت مع إنكلترا، اذ أحرز الأول لقب مونديال روسيا، وبلغ الثاني الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، بتشكيلتين كانتا من الأصغر لجهة معدّل الأعمار في نهائيات كأس العالم 2018.

واستدعى مانشيني الى تشكيلته 4 لاعبين لم يسبق لهم خوض مباراة دولية، منهم لاعب روما نيكولو تسانيولو الذي لم يشارك بعد في أيّ مباراة في دوري الدرجة الإيطالية الأولى.

وقال تسانيولو البالغ من العمر 19 عاماً «عندما شاهدت التلفاز ورأيت اسمي ضمن اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، غمرني الفرح. لم أكن أتوقّع ذلك. اتصلت بأبي وبدأت بالبكاء»، مضيفاً «سألعب بتواضع، بالتزام، من خلال مشاهدة الأفضل ومحاولة سرق بعض أسرارهم».