هذه الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لقتل أقرب الناس اليهم!
 
بات القتل في لبنان مشهدًا يوميًا، اعتدنا عليه، فلا يمكن أن يمرّ أسبوع أو أقلّ من دون تسجيل جريمة مروّعة جديدة ولأسبابٍ عدة وغريبة، واللافت أن غياب الرادع الأخلاقي والتفلّت الأمني يعززان العصبية الناتجة من كثرة الضغوط المعيشية وهذا ما تؤدي إلى عمليات قتل تحمل الكثير من الوحشية. 
 
ولكن برز مؤخراً نوعاً جديداً من الجرائم يُعرف بـ "الجرائم العائلية"، والتي إرتفعت وتيرتها في لبنان وخارجه، فما هي الأسباب التي يمكن أن تدفع أي شخص إلى قتل أقرب الناس إليه؟! 
 
جرائم القتل العائلي
 
"أب قتل إبنته"، "طعنت شقيقة زوجها"، "قتل زوجته"، "طعن والديه وشقيقته".. أخبار صادمة وكثيرة تندرج تحت عنوان "جرائم القتل العائلي".
 
وهذه القضية غير المألوفة طرحت اليوم تساؤلات عدة حول مجتمع يعيش أخطر الظواهر، مع سقوط مبدأ حرمة العائلة وتحوّل أبسط الخلافات الأسرية إلى نزاع كبير يمكن أن ينتج منه عملية قتل وجريمة دموية، وآخر تلك الجرائم جريمة الشاب اللبناني برنار الذي طعن والديه وشقيقته داخل شقتهم في فرنسا، وجريمة الشابة هدى التي طعنت شقيقة زوجها في طليا 12 طعنة...
 
الجريمة الأولى: برنار يطعن والديه وشقيقته حتى الموت
 
أم في تفاصيل الجريمة، فكان مسرحها في مدينة كانيه في جنوب فرنسا، ولكن ضحاياها لبنانيين، وهم الوالد جورج بيطار (78 سنة) والوالدة يولا بيطار (61 سنة) وابنتهما برناديت (21 سنة).
 
وبدأت الحادثة عند الساعة السابعة تقريباً من صباح الأحد الماضي، تخلّى  الشاب برنار (31 سنة) عن انسانيته، واستلّ سكينًا وهاجم أفراد عائلته وطعنهم حتى الموت، بحسب ما أفادت به صحيفة "النهار".
 
 
الجريمة الثانية: 12 طعنة مزّقت جسدها
 
كاد الخلاف بين الشابة هدى ع.  وشقيقة زوجها أن يودي بحياتها، بعدما تعرضت لطعنات بالسكين في انحاء متفرقة من جسدها، وذلك في أواخر آب الماضي في سهل طليا، لترقد هدى بعدها في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الأمل الجامعي تقاوم، كي لا تفارق الروح جسدها.
 
وفي تفاصيل الحادثة، و"عند العاشرة صباحاً كانت هدى (54 سنة) في السهل تقطف الخضر، حين لحقت بها غادة شقيقة زوجها للقيام بالمهمة ذاتها، حصل تلاسن بين الإثنتين، فما كان من الأخيرة التي كانت تحمل سكين مطبخ الا أن طعنتها، إلا أنه من حسن الحظ كانت معظم الطعنات سطحية، باستثناء واحدة امام الضلع الخامس في ظهرها"، وفق ما أفادت به صحيفة "النهار".
 
أسباب الجرائم العائلية في لبنان
 
لهذه الأسباب الجرائم العائلية في لبنان إلى تزايد:
 
- الوضع الإقتصادي المتدهور الذي يمرّ به لبنان والذي يؤثر نفسياً على كل مواطن، عدا عن عدم وجود فرص عمل كافية.
 
- الاضطرابات النفسية التي لا يزال اللبنانيون يحملونها منذ أيام الحروب وكل الظروف الإقتصادية والإجتماعية التي مرّوا بها، ومحاولة إخفاء هذه الاضطرابات النفسية باعتبارها عيبًا لا يجب التحدّث عنه مما يؤدّي إلى تفاقمها.
 
- الخلافات الأسرية التي يمكن أن تنشأ لأسباب كثيرة، حيث ان عدم تعلّم أساليب الحوار بين الأشخاص ومساعدة الأطفال منذ صغرهم على التحاور وتبادل الآراء يمكن أن يؤدّيا إلى أفظع النزاعات وأقبح الجرائم.
 
- عدم وجود تربية دينية سليمة والتي تحرم إرتكاب الجرائم، إضافةً إلى الفراغ التي تعيشه بعض المجتمعات والتربية الأسرية السيئة.
 
إذًا، على الرغم من انخفاض معدل الجرائم لهذا العام عن السنوات الماضية، إلا أن تلك الجرائم لا يمكن حصرها بالعدد والكمية إنما بنوعية الجريمة خاصة ما نشهده من جرائم تحت عنوان "عائلية" لأسباب ضغوط الحياة، ما يدفع الجاني الى التخلص من العائلة أجمع، فالقول أن لبنان يعاني من خطر حقيقي نتيجة الأزمات المتتالية هو مفهوم خاطئ، فلبنان حسب علماء النفس هو في عين الخطر منذ زمن بعيد.