جامعة الوطن في خطر لهذه الأسباب، وربما نحتاح إلى ألف حل للنهوض بالوطن قبل جامعته!
 

على أبواب شهر أيلول، تفتتح الجامعة اللبنانية أبوابها كما كل عام، تلك الجامعة التي تأسست منذ عام 1951 واستمرت في نشر التعليم لطلابها طيلة الـ 67 عاماً من المقاومة ومحاولة التقدم في سبيل البقاء رغم المشاكل الكثيرة التي لازالت تعترض طريقها، وآخرها "الشائعة المُغرضة" كما وصفتها رئاسة الجامعة منذ شهر آب الماضي، حول "تهديد الإتحاد الأوروبي بعدم الإعتراف بشهادة الجامعة اللبنانية ما لم تجرِ إصلاحات بنيوية جذرية خلال 3 سنوات"، ورغم صحة تلك الشائعة أو عدمها، إلا أنها خلقت بلبلة في الوسط التعليمي اللبناني، دفعت برئاسة الجامعة إلى نفي الخبر، علماً أن المعلومات أوضحت أن "لجنة أوروبية طلبت من الجامعة بالتزام معايير جديدة لكون المناهج في اوروبا، خصوصاً في فرنسا، تخضع لتعديل دائم، والجامعة تتكيف معها عادة".


وللأسف تتراجع الثقة بالجامعة اللبنانية ليس لسبب تلك الشائعة، إنما لإعتباراتٍ كثيرة ابرزها أنها مؤسسة رسمية مُهملة كباقي المؤسسات.

إقرأ أيضاً: إنتبه قد تكون رحلتك الأخيرة... والسبب »قضاء وقدر«!

ولاشك أن شائعة أو خبرية الإتحاد الأوروبي، خصوصاً على أبواب العام الدراسي الجديد، سلّطت الضوء على واقع مرير تمر به الجامعة اللبنانية بمختلف فروعها التي تُصارع في سبيل البقاء، وسط إهمال الدولة اللبنانية لحقوقها وحقوق أساتذتها وطلابها، وابرز تلك المشاكل: 


-المناهج التعليمية القديمة والتي تحتاج إلى تعديل دائم.


- تراكم المواد الدراسية على كاهل الطالب، حيث يدرس الطالب في بعض الكليات في الفصل الواحد حوالي أكثر من 10 مواد وأغلبها لا تتعلق بإختصاصه.


- إفتقار بعض الكليات للتجهيزات اللازمة والضرورية لبعض الإختصاصات مثل (الطب، الفيزياء، العلوم، الكيمياء....)، عدا عن سوء تأهيل بعض مباني الكليات.


- "الخلل التعليمي وسط الأساتذة لا سيما الغير مؤهلين لممارسة مهنة التدريس، فعلى سبيل المثال يعمد البعض منهم إلى عدم اللامبلاة في إعطاء المادة الدراسية للطالب بالشكل الصحيح، أو تخويفه، أو تكديس الدروس...." حسب ما صرح أحدهم.


- صعوبة المواد الدراسية، واعتماد أغلبها على الجانب النظري أكثر من التطبيقي بحيث يواجه الطالب واقعاً مختلفاً لحظة تخرجه من الجامعة لممارسة مهنته.


- الإهمال الإداري، وسوء التعامل مع الملفات الإدارية، عدا عن إهمال بعض الموظفين في الإدارات الرسمية لحقوق الطالب.

- الإضرابات المتكررة، والتي تُعطل مستقبل الطالب بالدرجة الأولى، تدفعه إلى مرحلة من اليأس أو حتى عدم متابعة دراسته وتحقيق طموحه.


- وأخيراً ولعل السبب الأساسي يتمثل بإهمال الدولة اللبنانية في دعم الجامعة الوطنية، خصوصاً من الناحية المالية، حيث تفتقر الجامعة إلى ميزانية حديثة تتناسب مع إحتياجاتها الحالية.

إقرأ أيضاً: الإغتراب: رحلة الموت الحي إلى الموت المؤبد


وفي سياق تراجع الثقة بالجامعة اللبنانية، ورغم مشاكلها، فلتلك الجامعة انجازات دولية عالمية، فيكفي أنها خرّجت أدمغة وعلماء إلى بلاد الخارج، وتحظى بعدد لا يُستهان به من الدكاترة المخضرمين، ولكي تبقى الجامعة الوطنية لابد من إنقاذها، فعلى الدولة أن تبادر إلى وضع خطة شاملة للنهوض بجامعتنا من جديد وذلك عبر ميزانية مالية حديثة كشرط أساسي، وتعديل المناهج الدارسية التقليدية لتشجيع الطالب للإنتساب لجامعة وطنه، والحد من الجامعات الخاصة "التجارية" التي تغزو الوطن بشهادات لا تقاس بجودة شهادة الجامعة اللبنانية، والعديد من الحلول التي تحتاج إلى النهوض بالوطن قبل جامعته!