حينما أضرم هذا المواطن الإيراني النار على نفسه كانت العملة الصعبة تغزو مواقع مرتفعة للعملة الإيرانية حيث تجاوز الدولار 14 ألف توماناً
 

ترك بائع الخضار التونسي محمد بوعزيزي أسلوباً  للتعبير عن السخط تكرر هنا وهناك بعد تجربته التي ذهبت ضحيتها نفسه ونظام زين العابدين بن علي ولكن لم تتكرر النتيجة فيما سوا تجربته الرائدة. 

وعلى غراره ، أقدم صباح اليوم إيراني على إحراق نفسه أمام بلدية طهران احتجاجا على الفساد الإداري المستشري في البلدية وأخذ الرجل طفله معه إلى أمام البلدية ويبدو انه كان ينوي إحراق نفسه وطفله معاً إلا أن حراس المبنى تمكنوا من انتزاع الطفل قبل أن يضرم النار في نفسه باستخدام البنزين والكبريت ما أسفر عن إصابته بحروق شديدة. 

وتقول المصادر أن " الرجل يملك محلا تجاريا وقد تعرض لضغوط نفسية من تصرف البلدية التي طالبته بدفع ضريبة عالية على تغيير عمل محله التجاري ودفع الرجل الضريبة المطلوبة ولكن البلدية امتنعت عن منحه رخصة العمل الجديد. "

اقرا ايضا : هل تنجح دبلوماسية الحج لتطبيع العلاقات الإيرانية السعودية؟

 

ويقول المتحدث باسم البلدية أن البلدية لم تغلق محله التجاري واكتفى بتوجيه الإنذار له من دون إعطاء التفاصيل فيما إذا كان الإنذار قانونيا.

إن الكشف عن أسباب هكذا أحداث ليس صعباً حيث أن الفساد يقع في المرتبة الأولى بين تلك العوامل. 

والفساد ينشأ من انعدام القانون أو عدم الالتزام به أو التطبيق الانتقائي للقوانين بحيث يؤمن مصالح الخاصة ويتجاهل مصالح العامة من الناس. 
وما يجذر الفساد، هو انعدام الرقابة والشفافية بالرغم من وجود القوانين. 

ويبرز هنا دور عامل آخر اهم فعلا من القوانين وهو هذا الموظف الذي ألقي على عاتقه مهمة تطبيق القوانين. هذا الموظف في بلداننا المتخلفة يطبق القانون بطريقة استنسابية ولا يرى ملزما لتطبيق القانون ويجد في عمله فرصة لتحقيق مصالحه المالية. 

الانتحار عبر إحراق النفس في البلدان المتقدمة أكثر بكثير مما هو في البلدان النامية والمتخلفة ولكن الفرق يعود الى الأسباب حيث أن الانتحار يعود هناك الى الاكتئاب وانعزال الفرد والحياة الاسرية ولكن في العالم الإسلامي هناك أسباب أخرى ومن أهمها سوء الأوضاع المعيشية.

حينما أضرم هذا المواطن الإيراني النار على نفسه كانت العملة الصعبة تغزو مواقع مرتفعة للعملة الإيرانية حيث تجاوز الدولار  14 ألف توماناً ويبدو أن المواطن الإيراني منشغل بهم المستقبل الذي لا يبشر بخير في ظل العقوبات الأميركية التي هي الأقسى في التاريخ.