كيف يمكن تحويل مشروع التكامل الاقليمي الى خطوات عملية ؟ وكيف يصبح هذا المشروع مؤثرا وفاعلا في المجتمع ؟ سواء في كل بلد من بلاد الاقليم ؟ او على مستوى الاقليم كله؟
طبعا على الانسان ان لا يكون مثاليا او طوباويا ويظن ان تحقيق هذا المشروع سهل وانه لن يواجه عقبات ومشاكل صعبة ،  خصوصا في ظل احتدام الصراع في المنطقة وعلى المستوى الاقليمي والدولي ، وداخل كل بلد ، وفي ظل الضغوط الاميركية – الاسرائيلية لتمرير مشروع صفقة القرن وفرض شروط معينة على الدول العربية والاسلامية ، وما تواجهه ايران وتركيا من ضغوط ، وما تتعرض له دول الخليج من تحديات ، والواقع الصعب الذي تمر به مصر ، اضافة لكل الازمات والصراعات في دول المنطقة خير شاهد على حجم التحديات والصعوبات امام مشروع التكامل الاقليمي .

لكن على قاعدة تحويل التحديات الى فرص ، فانه بسبب كل هذه الضغوطات والصعوبات والازمات ، يمكن ان يصبح مشروع التكامل الاقليمي هو جسر الخلاص ، ويتحول من مجرد حلم مثالي وطوباوي الى مشروع حقيقي.

وهناك سلسلة خطوات يجب العمل على اساسها في المرحلة المقبلة ، وبعد مرور حوالي العام من اطلاق المشروع وبدء العمل به .

ومن هذه الخطوات ما يلي :

اولا : الاستمرار بطرح المشروع نظريا وفكريا واثارة النقاش حوله عبر كل الوسائل وفي كل المحافل وحتى مع الذين يعترضون عليه او لديهم تحفظات حوله.

ثانيا : متابعة طرح الافكار التطبيقية للمشروع فكريا وثقافيا وعلميا واقتصاديا وبيئيا وتنمويا وتكنولوجيا  ودعوة الباحثين واصحاب الاقلام للكتابة حول هذه الافكار.

ثالثا : بناء نواة صلبة تحمل المشروع في كل بلد من بلاد الاقليم وايجاد شبكة تواصل بين كل هذه المجموعات دون ان يكون بينها رابطا تنظيما قاسيا او مركزيا او تسلسليا، واذا كانت هناك مؤسسات او هيئات تحمل المشروع او توافق عليه ، يمكن عقد بروتوكولات تعاون معها واقامة انشطة مشتركة معها ، مع احتفاظ كل هيئة او مؤسسة على استقلاليتها.

رابعا : السعي للبحث عن مجموعة رجال اعمال او مؤسسات اقتصادية فاعلة تعتبر ان هذا المشروع يخدمها كي تتولى دعم المشروع والترويج له لدى اصحاب القرار.

خامسا : العمل لايجاد شبكة واسعة من داعمي المشروع والذين يمكن ان يساعدوا في دعمه عبر كل الاشكال الممكنة سواء اعلاميا او عبر مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال الدعم المالي المحدود ولو بشيء قليل ، او من خلال الكتابة عنه او اقامة لقاءات حوار ونقاش حوله ، حتى لو قام بعض هؤلاء بمبادرات خاصة بالتنسيق او بدون التنسيق مع الهيئة التأسيسية للمنتدى.

سادسا : تطوير اللقاء الاسبوعي الذي يجمع بعض المشاركين في المشروع كل يوم خميس في بيروت  او من خلال مجموعات الواتساب الى فرصة للحوار المعمق والعملي حول المشروع ، ودعوة المقتنعين بالمشروع او المؤيدين له لاقامة لقاءات شبيهة في كل مدينة او في كل بلد وعبر كل الاطر الممكنة.

سابعا : اقناع بعض الجهات الفاعلة او المؤثرة لاقامة حوارات موازية بين القوى المتصارعة في كل الدول او المناطق من اجل اطلاق حوارات ونقاشات والبحث عن حلول للازمات ، والاستفادة من بعض المؤسسات الدولية والاقليمية التي ترغب في العمل لوقف الحروب والصراعات والتعاون معها لاقامة ورش عمل حول كيفية وقف الحروب والصراعات والتوصل الى اوراق عمل ترفع للجهات الفاعلة.

ثامنا : اعتماد اسلوب العمل المكشوف والمفتوح في كل الساحات وليس العمل التنظيمي المغلق لان هذا الاسلوب اكثر تأثيرا اليوم من النمط الحزبي ، مع الحفاظ على الحد الادنى من التنظيم والاطار المنظم لادارة العمل ودعمه .
واخيرا قد يسأل البعض الا تؤدي الكتابة عن المشروع والخطوات العملية المطلوبة لتنفيذه وتطبيقه ، الى كشفه وجعل المعارضين له او غير الراضين عنه الى التحرك لوقفه وتعطيله ومنعه من تحقيق النجاح ، والرد الواقعي والعملي  على ذلك : انه كلما انتشر المشروع وافكاره وطروحاته واصبح حالة عامة ، فانه سيكون من الصعب مواجهته ، وانه كلما كثرت الجهات التي تتبنى المشروع وكلما تنوعت هذه الجهات وتعددت لن يعد بالامكان حصره او مواجهته.

وكما قال مؤسس المشروع الكاتب والمفكر الاستاذ سعد محيو في بداية اطلاقه : اذا كان من انجازات هذا المشروع فقط اطلاق فكرة التكامل الاقليمي والدعوة لوقف الحروب والصراعات ، فهذا يعتبر انجازا مهما ، واما اذا حققنا خطوات عملية ونجحنا في جمع القوى المتصارعة على طاولة حوار ، فهذا انجاز كبير ، واما اذا تحول المشروع الى واقع حقيقي وعملي وتحول الى قوة مؤثرة في كل الاقليم فهو الانجاز الاكبر.