هل دخلت منطقة بعلبك الهرمل العصر الذهبي؟
 

السؤال الذي يتداوله البقاعيون اليوم بعد ساعات على خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في بعلبك في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وبعد أيام على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وبالرغم من حالة الإستياء العارمة لدى البقاعيين مما حصل ويحصل من تجاهل وتهميش للمنطقة، وبالرغم من الحضور الخجول للبقاعيين في هذه الإحتفالات فإنهم ينظرون إلى الوعود الجديدة في تلك الخطابات على أنها محاولات للإستقطاب والعودة إلى المنطقة من باب المزيد من الوعود الطويلة والعريضة بعد النقمة العارمة التي شهدتها المنطقة على ما يسمى بالثنائي الشيعي لجهة التقصير في شتى المجالات وعدم إيلاء المنطقة الإهتمام اللازم في الإنماء والخدمات والوظائف وغيرها.

إبن البقاع وكأي لبناني يحلم بحصوله على حقوقه المدنية في العيش الكريم وفي الوظائف وفي الخدمات، ومع ما حصل ويحصل ملّ البقاعيون كل الوعود السابقة وكل المبادرات التي انطلقت لتخدير الناس بالوهم وبالمزيد من محاولات استيعاب النقمة.

الوعود التي ساقها الرئيس نبيه بري للبقاعيين يوم أمس كانت على أسماع البقاعيين جميلة ولكنها تترافق مع حذر شديد سجله كثير من البقاعيين خوفا من أن تكون هذه الوعود لمجرد امتصاص النقمة والضحك على الذقون الأمر الذي يرفضه البقاعيون الذين خبروا هذه الوعود وهم اليوم يتنبهون جيدا نظرا لتجاربهم السابقة مع الثنائي الشيعي الذي ترك البقاع لقدره على مدى سنوات طويلة. 

اقرا ايضا : إيران أمام تحدّي الإقتصاد ، فهل تنجح الخطط السرية والعلنية للمعالجة؟

 

ولئن كان خطاب الأمين العام لحزب الله يوم الأحد الفائت خطابا هجوميا حينا واستقطابيا أحيانا ينطلق فيه كعادته من الأمجاد والإنتصارات، إلا أن خطاب الرئيس بري بالأمس كان أكثر فاعلية على المستوى الشعبي والوجداني وأكثر فاعلية لجهة وضع الحلول الملائمة للأزمات التي يعاني منها البقاع خصوصا ولبنان عموما.

الرئيس بري تجاوز خطاب نصر الله بكثير و بدا حريصا أكثر أن يكون أقرب إلى البقاعيين أكثر من أي وقت مضى واتسم خطابه بالواقعية بعيدا عن المنّة و "تربيح الجميلة" بالانتصارات حينا وبالحرب ضد العدو الاسرائيلي والإرهاب أحيانا أخرى.

إن المسار الذي رسمه الرئيس بري لمعالجة الأزمات في البقاع هو المسار الصحيح لكنه يبقى حبرا على ورق ما لم يبادر الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم وما لم يبادر الثنائي الشيعي تحديدا إلى التنفيذ الفوري وما لم تبادر الدولة إلى البدء بالمعالجة، والرهان على أن تكون الوعود هذه المرة جدية وفاعلة وحقيقية لا أن تكون مجرد محاولة لامتصاص النقمة الشعبية.

إن البقاعيين تفاعلوا في جزء كبير منهم مع خطاب الرئيس بري، ولكن بحذر شديد من أن تكون هذه الوعود كسابقاتها.