يتواصل الاهتمام الدولي بمتابعة الاوضاع اللبنانية, في ظل ازدياد المخاوف من حصول تطورات عسكرية متسارعة في المنطقة تؤدي الى اندلاع حرب شاملة ، وكذلك من خلال متابعة التطورات السورية ومستقبل دور حزب الله في حال انتهت الازمة السورية وتم التوصل الى حلول سياسية شاملة لهذه الازمة.

تجلى هذا الاهتمام من خلال سلسلة الزيارات التي تقوم بها وفود دولية ودبلوماسية الى لبنان لمتابعة مختلف التطورات فيه ، واخرها زيارة رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسي والوفد المرافق له للبنان ، التي استمرت ثلاثة أيام تلبية لدعوة رسمية وجّهها إليه رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، اجرى خلالها محادثات رسمية تناولت سبل تطوير العلاقات اللبنانية- السويسرية وتفعيلها في المجالات كافة ، اضافة لبحث ملفات اخرى . وسبق وصول الرئيس السويسري زيارة قام بها وفد اميركي برئاسة مساعد وزير الدفاع الاميركيلشئون الأمن الدولي روبرت ستوري كارم، يضاف الى ذلك استمرار الاهتمام البريطاني – الاميركي بمتابعة تقديم المساعدات للجيش اللبناني والقوى الامنية لتعزيز دورها على الحدود ، وزيادة الدور الروسي في لبنان والمنطقة من خلال البوابة السورية وملف النازحين السوريين.

فما هي ابرز الملفات والقضايا التي تحظى باهتمام الاوساط الدولية والدبلوماسية في هذه الايام من خلال البوابة اللبنانية؟

تقول مصادر مطلعة على اجواء اللقاءات والاتصالات التي تجريها الجهات الدبلومساية والدولية في لبنان : ان هناك سلسلة ملفات وقضايا تبدي هذه الاوساط اهتماماﹰ بها ، ومن ابرز هذه القضايا المخاوف المستجدة من احتمال اندلاع مواجهة بين اميركا و الكيان الصهيوني من جهة , وبين ايران وحزب الله من جهة اخرى , على خلفية الاوضاع في سوريا وازدياد الضغوط الاميركية والعقوبات الاقتصادية على ايران وحلفائها ، ويضاف لذلك سلسلة التحذيرات التي اطلقتها الجهات الروسية الرسمية من التحضير الاميركي لعدوان جديد على سوريا بحجة الرد الى استعمال الجيش السوري للاسلحة الكيماوية في معركة ادلب المتوقع اندلاعها في المرحلة المقبلة في حال لم يتم التوصل الى تسوية سياسية لانهاء الوضع هناك.

ويطرح الدبلوماسيون الغربيون وبعض الاوساط الاعلامية المتابعة للشأن اللبناني الكثير من الاسئلة حول امكانية تحول اية مواجهة عسكرية اميركية – ايرانية ، في حال اندلاعها الى حرب شاملة في المنطقة، وما هو دور حزب الله في هذه المواجهة ، وكيف يكون شكل المواجهات, وهل ستقتصر على الجبهة السورية ام تشمل جبهات اخرى ، وما هي طبيعة الاستعدادات التي يقوم بها حزب الله للرد على اي عدوان اميركي او اسرائيلي ، مع ان العديد من هذه الاوساط تستبعد حصول مواجهة اميركية – ايرانية مباشرة , نظراﹰ لخطورة هذه المواجهة وتداعياتها ، وتحصر التوقعات بالتصعيد على الجبهة السورية.

وفي موازة الاهتمام باحتمال حصول مواجهات عسكرية , سواء في سوريا او على صعيد المنطقة ، فان العديد من المصادر الدبلوماسية والاعلامية الغربية تركز ايضاﹰ على مستقبل ودور حزب الله في لبنان وسوريا في حال التوصل الى تسوية للازمة السورية ولو بعد فترة من الزمن ، وهناك اسئلة عديدة تطرح في هذا المجال ومنها : هل سيعود حزب الله الى لبنان بعد انتهاء الازمة السورية ؟ واي دور عسكري او سياسي او مدني للحزب في سوريا مستقبلا ؟ ماذا عن الدور السياسي للحزب في لبنان في المرحلة المقبلة ولا سيما بعد تزايد اهتمامه بالشأن الداخلي وتبنّيه لمعركة مواجهة الفساد ؟ وكيف سينعكس تزايد الدور الداخلي للحزب على علاقاته بحلفائه ولاسيما الرئيس نبيه بري وحركة امل والتيار الوطني الحر؟ ما هو مصير ودور الاف المقاتلين من الحزب الذين شاركوا بالمعارك في سوريا ؟ ما هو سبب الاهتمام المتزايد للحزب بملف النازحين السوريين ؟ واي دور للحزب ومؤيديه في اعمار سوريا ؟

هذه بعض الاسئلة والاجواء التي تطرحها الاوساط الدبلوماسية والاعلامية الغربية في هذه المرحلة . ورغم المشاكل التي يواجهها لبنان على صعيد تشكيل الحكومة وبسبب الاوضاع الاقتصادية والمالية ، فانه يظل حاضرا بقوة على طاولة الاهتمام الدولي ان من خلال الزيارات واللقاءات الدبلوماسية والدولية , او عبر متابعة وسائل الاعلام ومراكز الدراسات والاجهزة الامنية الغربية والاسرائيلية والعربية ، ويبدو من خلال بعض الاجواء والمعطيات ان الوضع اللبناني والتطورات في سوريا والمنطقة ستكون محور اهتمام كل هذه الجهات في هذه المرحلة.