قضية عنصر الجمارك النائم أثناء دوامه تتفاعل، فمن يتحمل مسؤولية التقصير هذه؟ وهل العنصر ضحية أو مدان؟
 

بعد أن ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بصورة لعنصر من الجمارك وهو غارق في نومه خلال دوامه الرسمي، في مطار رفيق الحريري في بيروت يوم الأحد الماضي، تحركت المديرية العامة للجمارك و"أحالت العنصر الذي انتشرت صورته إلى المحكمة العسكرية" وفقاً للمعلومات.

وفي تفاصيل الصورة، ظهر العنصر وهو نائم  خلال دوامه الرسمي على مكتبه، حيث يقف مسافر إلى جانبه، كما وأثارت تلك الصورة الكثير من التساؤلات والإنتقادات بحق العنصر من جهة ومؤسسات الدولة اللبنانية لاسيما المديرية العامة للجمارك من جهة أخرى.

واللافت أن هذه الصورة، سلّطت الضوء على إهمال موظفي الدولة وتقصيرهم، الأمر الذي أظهر جانباً من جوانب الفساد المنتشر في لبنان، ولكن أخذت الصورة حيزاً كبيراً من السخرية والكلام الجارح بحق العنصر الذي كان نائماً وحوّلته من مدان ومقصر إلى ضحية، فمن منا لا يتعب في عمله، ويحتاج إلى قسطاً من الراحة؟ ولعل غفوة ذلك العنصر كانت مجرد سهوة من تعب دوام طويل فرضته عليه دولته، علماً أن هؤلاء الموظفين يخدمون 24 ساعة على 48.

إقرأ أيضاً: إنتبه قد تكون رحلتك الأخيرة... والسبب »قضاء وقدر«!

 

ولكن في المقابل، لا يمكننا أن ننكر أن غفوة ذلك العنصر كادت أن تخلق أزمة جدية في حال حصول أي خرق أو عملية تهريب أو ما شابه.

وبدوره، أوضح رئيس الشعبة الإدارية في الجمارك نضال دياب عبر فيديو نشرته الـ LBCI، قائلاً أن "النطاق الذي يخدم فيه العنصر المذكور ليس "بالنقطة الحساسة"، لافتاً إلى أنه "تم فتح تحقيق مسلكي جدي في الموضوع وذلك بإشراف المدير العام للجمارك، حيث تم الإشتباه بـ 5 أشخاص يتم التحقيق معهم، وستتخذ أقصى الإجراءات المسلكية بحق المخالف"، مشيراً إلى عدم تناسي جهد ودور إدارة الجمارك وأجهزتها، وإنجازاتها في ضبط عمليات تهريب المخدرات وغيرها من العمليات التي تساهم في تحقيق الأمن الإجتماعي..."

وأخيراً إن من يتحمل مسؤولية التقصير هذه، هو الدولة اللبنانية الغارقة بفسادها، فهذه الصورة وغيرها من الصور تعكس واقع الترهل في مؤسسات الدولة اللبنانية، التي أصبحت عاجزة عن أداء أبسط أدوارها وهي الإلتزام بالدوامات الرسمية، عدا عن إختراق القانون وصولاً إلى ملفات الفساد الكبيرة.