هذا الخطاب وما تضمنه تجاه منطقة البقاع وأهلها يؤكد من جديد أن هذا اللقاء الذي حصل كان في محله أكثر من أي وقت مضى
 

شهدت منطقة بعلبك خلال الأيام الماضية جملة اجتماعات ولقاءات على خلفية استمرار أصحاب السلطة والقرار والأحزاب بتهميش المنطقة وإهمالها وعلى خلفية استمرار وتفاقم الأزمة المعيشية من مختلف جوانبها.

جاءت اللقاءات عفوية وبدعوات قام بها ناشطون على مستوى التواصل الإجتماعي وبعض القرى ومن أهمها اللقاء التشاوري الذي عقد في بلدة بريتال بعنوان "معا نحو الإصلاح من البقاع إلى كل لبنان" والذي حضره مجموعة شخصيات إجتماعية وإعلامية وأكاديمية وازنة في المنطقة حيث جرى التأكيد في هذا اللقاء على ضرورة الإنتقال من حالة الإعتراض على التواصل الإجتماعي وفي المجالس المغلقة إلى العمل الحقيقي باتجاه التغيير وباتجاه وضع الأسس العملية والجادة لتشكيل إطار مهمته الأساسية المطالبة بحقوق المنطقة وتحفيز الرأي العام في كل المناطق على النهوض بوجه الحرمان والإهمال والفساد.

اللقاء على عفويته أسس لمرحلة جديدة تقوم على الاستمرار برفع الصوت والإحتجاج على ما وصلت إليه الأمور من استمرار التردي والإهمال والإمعان بخطابات الوعود الفارغة والخطابات التي تحاول تخدير المجتمع تحت عناوين لا علاقة لها بأزمات المنطقة لا من قريب ولا من بعيد.

إقرأ أيضًا: إلى متى سيبقى لبنان لعبة السياسيين؟

هذا اللقاء تزامن مع الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي كرر فيه الوعود بالإنماء وتغيير الواقع من جهة، ومن جهة أخرى تنصل فيه السيد حسن نصر الله من مسؤوليات الحزب تجاه المنطقة وأهلها معتبرا أن الحزب لا يملك السلطة الكافية للقيام بمهمة تحسين الأوضاع قائلاً أن "حزب الله أقل حزب سياسي يمارس السلطة".

هذا الخطاب وما تضمنه تجاه منطقة البقاع وأهلها يؤكد من جديد أن هذا اللقاء الذي حصل كان في محله أكثر من أي وقت مضى، وقد باتت هذه اللقاءات حاجة وضرورة لأن الجميع وبمن فيهم حزب الله وحركة أمل يتنصلون من مسؤولياتهم دون أي رادع أو حرج في حين أنهم أصحاب الحل والعقد في البقاع ومناطق أخرى كثيرة.

إن الإهتمام المفاجىء بالبقاع من الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله والذي بدأ بخطاب أمين عام الحزب في الهرمل وسينتهي بخطاب رئيس مجلس النواب يوم الجمعة القادم في بعلبك هو محاولة جديدة للهروب إلى الأمام وامتصاص نقمة البقاعيين على التردي الإقتصادي والإهمال الأمني والمعيشي والإجتماعي الذي يصيب المنطقة، وهو محاولة لإقصاء أو استيعاب أي تحرك إصلاحي أو مطلبي من شأنه أن يؤسس لحركة فاعلة تجاه المطالبة بحقوق المنطقة.

إن اللقاء الإصلاحي الذي حصل في بلدة بريتال والذي أخذ في بدايته طابعا تشاورياً لا شك أنه تجربة واعدة ومهمة، ومبادرة جريئة ينبغى العمل على تطويرها واستمرارها بالرغم من الضغوط والتهويل ومحاولات التصدي لمثل هذه اللقاءات والتي حصلت سابقا وستحصل.