قصد "سوبرماركت" لشراء حاجيات، فانتهى به الامر جثة مصابة بطعنات متفرقة في مختلف أنحاء جسده، لا بل كما قال قريبه، "تم قطع كعبي قدميه كي لا يتمكن من معاودة الوقوف والمقاومة، ساعة وهو ينزف على الطريق من دون أن يسمح لأحد بالاقتراب منه واسعافه، ليصل بعدها الى المستشفى وقد فارق الحياة"... هو محمد عادل الدهيبي ابن بلدة النبي يوشع الذي هزّ خبر مقتله على يد 3 اشقاء، أحدهم شيخ، لبنان، لاسيما بعد تداول خبر ضربه بساطور على صدره وانتزاع قلبه.
بدأت الحادثة كما شرحها قريب محمد لـ"النهار" عندما "أراد الأخير يوم السبت الماضي استبدال (بطاقة إعاشة) حصل عليها بحاجيات من سوبرماركت في "برج اليهودية"، فوقع خلاف بينه وبين مالكها على خلفية غلاء أسعاره، شتم خلاله محمد الذات الإلهية، فسمعه شيخ متواجد في المكان يدعى خ. الدهيبي، من العائلة نفسها، لكن لا تربطهما صلة قربى، فهو من بلدة دير عمار، عاتبه مطلعاً إيّاه انه كفر، فأجابه محمد أن لا دخل لك، وقام بازاحته عن طريقه ليخرج بعدها من المحل".

إجرام لا يوصف

" لحق الشيخ بمحمد متابعاً الشجار، فسحب الأخير سكيناً كانت بحوزته، جرح الشيخ بها قبل ان يستقلّ سيارته ويغادر، عندها اتصل الشيخ بأشقائه طالباً منهم ان يقطعوا الطريق على محمد. وبالفعل حضر اثنان منهم كل واحد بسيارة، ونفذا ما طلبه منهما الشيخ الذي حضر، فهجم الثلاثة على محمد، دار طعن محمد بالسكاكين، لا بل حتى بالساطور، طُعن محمد في مختلف انحاء جسده، كما تم قطع كعبيه كي لا يتمكن من المغادرة. مُنع أي انسان من الاقتراب لمساعدته، نزف كثيراً وهو على قيد الحياة، لينقل بعدها الى مستشفى الخير في المنية، حاول الاطباء اسعافه، إلا ان الروح فارقت جسده"، بحسب ما شرح قريب الضحية، مضيفاً: "رأيته قبل ان يدفن، لا كلمات يمكنها وصف الإجرام الداعشي الذي تعرض له، ولا أبالغ إن قلت إن جسده من أصابع قدميه الى رأسه مصاب بطعنات".

ماذا عن قلب الضحية؟

لكن هل تم انتزاع قلب محمد كما تم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أجاب قريبه: "كلا، لقد ضخم الخبر، الا ان ذلك لا يخفف من هول اجرام الشيخ وشقيقيه اللذين سلموا انفسهم الى القوى الأمنية مفتخرين بجريمتهم، غير آبهين بأنهم قتلوا انساناً حارمين أولاده الثلاثه منه اضافة الى اهله". وعن ردة فعل أشقائه اجاب: "ماذا عساهم ان يفعلوا لاسيما بعد تسليم المجرمين انفسهم الى الامن ، مع العلم ان لديه 4 اشقاء جميعهم في السلك الامني".

رواية الطرف الآخر

من جانبه، قال قريب الأشقاء الثلاثة، رئيس بلدية دير عمار خالد الدهيبي لـ"النهار": "ان العائلة ستصدر بياناً بعد ان تعقد اجتماعاً"، مشيراً الى ان "محمد هو من قام بطعن الشيخ الحاصل على ماجيستير في الشرع الإسلامي والخطيب في مسجد البلدة وشقيقيه بالسكين بداية، قبل ان يتم نزعها منه وطعنه بها"،  تاركاً الكلمة الفصل "للقوى الامنية والقضاء والطبيب الشرعي"، كما كان له عتب على وسائل الاعلام "التي تنشر أخباراً عارية من الصحة، داعياً إيّاها الى ان تكون مفتاحاً للخير لا للشر". في حين أكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" ان "فصيلة المنية فتحت تحقيقا بالقضية. وبحسب إفادة الشيخ، فإن سبب الإشكال شتم محمد الذات الالهية". مضيفاً: "لم يتم نزع قلب الضحية بحسب ما تداوله البعض، والملف بات في عهدة شعبة المعلومات".

اتهم الشيخ، محمد بالكفر، أصدر حكمه عليه بالقتل، ونفذ العقوبة مع شقيقيه من دون ان يرفَّ لهم جفن، فهل نحن في لبنان ام في "الدولة الاسلامية"؟ وكم عدد الاشخاص الذين يحملون الفكر "الداعشي" يسرحون ويمرحون بيننا من دون ان نشعر بخطرهم؟! أسئلة تطرح بعد هذه الجريمة الشنيعة.

 ولاحقاًَ صدر عن المديرية العامة لـ #قوى_الأمن_الداخلي ـ شعبة العلاقات العامـة بلاغ جاء فيه: " بتاريخ 25/8/2018 وفي بلدة برج اليهودية، حصل إشكال وتلاسن بين (م. د.، مواليد عام 1974، لبناني) من جهة وبين الشيخ (خ. د.، مواليد عام 1986، لبناني) داخل أحد محال السوبر ماركت، على خلفية قيام الأول بإهانة الشيخ وشتم العزة الالهية، مما أثار اعتراض وامتعاضه فحصل تلاسن بينهما، وتطور الاشكال فيما بعد على اطراف بلدتي دير عمار وبرج اليهودية بعد تدخل شقيقي الشيخ:

- (ع. د. ، مواليد 1992، لبناني)

- (ع. د. ، مواليد 1994، لبناني)

حيث حصل تضارب بالسكاكين نتج عنه اصابة (م. د.) بعدة طعنات أدت إلى وفاته.