الدولة يجب أن تترفع، أي تقترب إلى السماء،أي أن تكون بعيدة عن الحزب والطائفة والفئة.
 

ما قاله الإمام الصدر: الطوائف نعمة والطائفية نقمة - وهذا ما يردده دائماً ودوماً وأبداً الأخ دولة الرئيس نبيه بري - من أن تعدد الطوائف اذا كان يشكل عازلاً أو ضعفاً فهو الخطر على الدولة والوطن،أما اذا كان التعدد يؤدي إلى تبادل المعارف والتجارب والحضارات فإنه يشكل قوة للدولة والوطن،ثم إن الطائفية ليست مبدأ مشكور في الأديان،لأن الأديان لا تدعو إلى السلبية،والطائفية في لبنان هي عقدة العقد التي تشكل سلبية في لبنان،وإذا تحول الوطن إلى أحزاب، وكل حزب يتعصب لأفكاره، فالتعصب يؤدي إلى السلبية والشك، ولا فرق عندئذٍ بين الطوائف والأحزاب التي تكن نفس الروح.. أما الدولة في رأي الإمام الصدر يجب أن تكون دولة سماوية لا دولة دينية، فإذا كانت الدولة تمثل مصالح الأقلية، فهذا ظلم فاضح للأكثرية، وإذا كانت الدولة تمثل الأكثرية، فما هي مصائر الأقلية؟ فالدولة يجب أن تترفع، أي تقترب إلى السماء،أي أن تكون بعيدة عن الحزب والطائفة والفئة..

نحن في لبنان أصبحنا نعيش كلنا أو بعضنا،لا يشعر بالمواطنية الصادقة،وفي جميع شؤوننا أكثرنا فئويين،نريد من النائب أن يؤمن مصالحنا الخاصة،وكذلك نطلب من الوزير والرئيس والزعيم.. وأنا لا أنكر وجود ظالم ومظلوم،ولكن لا نريد أن نحول المظلوم إلى ظالم،والظالم إلى مظلوم..من منَّا تكلم عن غير مصالحه..؟؟!! فإذا كنا لا نشعر بالمواطنية الصادقة فالوطن غريبٌ عنَّا ونحن غرباء في وطننا.. من هنا يجب أن نرفع الصوت عالياً وننادي بإنصاف كل المناطق المحرومة،ـ بل إلى كل محروم في أرضه مهما كان دينه ومذهبه ولغته وسياسته ورأيه ومعتقده،ولو كره المتصيدون على ظهرك وظهر المحرومين ـ هذا هو الخطر الذي يفتح الباب على مصراعيه لكل طامعٍ كإسرائيل أو من هو أضعف منها، هذه هي العقلية التي تأخذ من الدين مركباً تمتطيه من أجل مصالحها، علينا أن نتطور عقلياً،وتطورنا العقلي، دولةً وشعباً،هو الحس بالروح الوطنية، وعلينا أن نمارس هذا،فالتفكير إذا لم يقترن بالممارسة يتحول إلى نقص، ويجب أن نشعر بثقل المسؤولية...                   

سيدي موسى الصدر، لقد كنا وما زلنا رغم الذين اصطادوا على ظهوركم وظهورنا وأكتافكم وأكتافنا، كما الكثيرين من أبنائكم المحرومين وخاصة من أبناء جلدتك، يريدون أن يطفئوا نور حركتنا وأملنا ،ويبعدوننا عن حركة أمل وحركة الوطن، فهما اصطادوا وتمكنوا من الوظائف على تعبنا وحسابنا، فليخسؤا هم وزمرتهم، لأننا ترعرعنا وشربنا حب أمل وحبكم موسى الصدر، من صدر والدينا، نصر على إلتزامنا بالميثاق وبالقسم وبدور أمل نحو مستقبلٍ أفضل، فقد أثبتت التجربة أن وطنية الحركة وطائفية الدولة هي أكثر المشاريع التي تتبناها وترسي مفاهيمها، منذ التأسيس لحركة المحرومين، وهذا ما يحرص عليه الأخ نبيه بري لإبقاء طائفية الدولة لا طائفة المزرعة،لأن لبنان وطنٌ نهائي لجميع أبنائه.