بعض المتابعين يؤكدون ان لبّ المشكلة ابعد من توزيع حصص وحقائب، بل اساس المشكلة مرتبط بمستقبل العلاقة مع النظام السوري.
 

ثلاثة اشهر مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة. مساعي الحريري من وقت التكليف لم تتوقف، رغم العراقيل التي توضع امامه، ورغم الضغوط التي يتعرض لها. آخر هذه الضغوط ما نقل عن رئيس الجمهورية انه لن ينتظر اكثر من بداية شهر ايلول. فالرئيس ميشال عون يقول ان المهلة ليست مفتوحة، وليس لأي أحد أن يضع البلاد برمتها رهينة عنده ويعطلها. واعدا بأن يتكلم بعد الاول من ايلول. وبناء عليه ما هو الكلام الذي سيقوله عون؟ وهل يملك دستوريا امكانية سحب التكليف من الرئيس الحريري؟ بعض المتابعين يؤكدون ان لبّ المشكلة ابعد من توزيع حصص وحقائب، بل اساس المشكلة مرتبط بمستقبل العلاقة مع النظام السوري، وما يحاول البعض الاستفادة من هذه العلاقة لأخذ حصة في برنامج اعمار سوريا،كل المؤشرات تدل على ان ولادة الحكومة ستتأخر، وإن كان احدا لا يملك جوابا عن الموعد المتوقع للولادة، الا ان المعطيات تشير الى انها لن تكون متوقعة قبل نهاية ايلول على ابعد تقدير. وهنا يطرح السؤال، هل سيكون ما يقوله عون دافعا لايجاد مخارج للازمة؟ أم انه سيزيد الامور تعقيدا؟

 بكل الاحوال يبقى الرهان على موقف عقلاني يصدر عن رئيس الجمهورية يعيد تصويب الامور، ويفرض على البعض التواضع والواقعية في مقاربة تأليف الحكومة، والا فإن كل تأخير في التأليف ستكون ارتداداته اكبر، وتضع البلاد في مهب الرياح السياسية، فضلا عن الآثار المدمرة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي. في المحصّلة، لا يزال قسم من اللبنانيين يلعب على وتيرة الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من باب العلاقة مع سوريا، وعليه لا يمكن لبنانياً الرهان على موسكو من أجل الالتفاف على المطالب بإعادة العلاقات الرسمية مع دمشق، والتواصل مع الروس من أجل تجنب الاتصال المباشر مع النظام، فموسكو الوصية على نظام الأسد تحولت إلى قبلة للمسؤولين اللبنانيين الباحثين عن وصاية دائمة، وهي تدفعهم للضغط من أجل التطبيع الرسمي اللبناني مع الأسد، باعتبار أن النظام استعاد عافيته في الداخل وهو يحتاج إلى خطوة خارجية، ومن خلال البوابة اللبنانية يستعيد الأسد دوره الإقليمي، فيما الواقع غير ذلك تماماً والواقع يشير الى ان روسيا تتجه الى طلب المساعدات من العرب واوروبا من اجل إعادة الاعمار وبسط الاستقرار والهدوء، ويبدو من خلال الوقائع والمعطيات ان الامور لازالت في بداياتها والمبادرة الروسية لم تلقى اذاناً صاغية بعد لا اميريكياً ولا اوروبياً ولا عربياً فلماذا هذا الاصرار على التطبيع مع النظام السوري لا يمكن لهذا "الانفصام" اللبناني ان يطول، فالوقت يمرّ بسرعة.وكفى وضع العصي بالدواليب واضافة عقد جديدة.