يبدو أن موجات من التعطيل لمناسبة الصدر قد بدأت لمنع الاستاذ من حضور المناسبة، ولكن تبقى حسابات الرئيس مفتوحة على أبعد مما يضمر ويراهن المراهنون من خصومه
 

بعد حملة منظمة ضد الرئيس نبيه بري الذي آثر الصمت ورفض الردّ لا على الصغار بل على المشغلين لهم بعد أن حملوه وزر السياسة الفاسدة في لبنان ووزر السلطة التي نأى بها عن المقاومة التي أسّسها السيّد موسى الصدر وضريبة التربع على عرش المجلس والطائفة والدولة دون منافس رغم قلّة الساعين الى الحلول مكانه ممن ضاقت بهم مجالس الزعامات المؤقتة وباتوا يتطلعون الى حيث يصعب الوصول ما دام بري يتنفس من رئة الطائفة التي اجتبته نبيهاً لها دون غيره ممن مروا أو ممن أقاموا على عليّة بغفلة من الزمن.

بغض النظر عن صحة الأخطاء في العمل والتجربة السياسية باعتبارها مقدمة مطلوبة لجملة أخطاء لا يمكن تجاوزها طالما أن هناك من يسعى ويتنقس وغير متقاعس عن خدمة المحرومين في حين أن المعصوم عن الخطأ هو الغائب عن ساحات العمل ولا علاقة له بحركة الحياة وبدون شك ثمّة أخطاء لا ملاحظات في تجربة الحركة وأي حركة أخرى ما دامت متصدية للشأن العام وهذا ما يُثبت منطق الأخطاء ولا إمكانية لإلغائها من قاموس أي تجربة سياسية وكما قال الحكماء: من يعمل يخطىء ومن لا يعمل لا يخطىء.

من أبرز أهل التخطئة الرئيس نبيه بري كونه على رأس السلطة وهو من أجرى على نفسه سياسة النقد قبل غيره لإيمانه المفرط بصحة الصواب في الخطأ ولكن استدراجه الى معركة مع الصغار لا يليق بمقاتل كالرئيس بري لذا كما ذكرت ابتعد عن الضجيج المفتعل ريثما يأتي الظرف المناسب للردّ على من يريد اغتياله معنوياً من الأقربين الى الأبعدين ولهذا تشير أوساط متابعة الى مناسبة ذكرى اختطاف الإمام السيّد موسى الصدر كمنصة لتسديد الفواتير ضد أعداء بري من خلال الحشد الذي تحشده حركة أمل بكلها وكلكلها ولن تكون المداورة بين المناطق محض صدفة بل ثمّة حرص على أن تكون منطقة البقاع تحديداً حيث أخرج نفوذ الحركة قسراً منها بسعي خارجي هي ساحة القسم الجديد لا للسيد موسى الصدر فحسب بل للرئيس نبيه بري ردّاً على القائلين بضعف الحركة بقاعياً وفقدان الكثير من رصيدها الجنوبي تلمحياً لنتائج الانتخابات النيابية الملعوبة جيداً وسيكون البقاعيون عموماً والبعلبكيون خصوصاً أهل القسم القديم الذي أطلق قوّة أمل بقيادة الامام موسى الصدر في 17 آذار 1974 والجديد الذي سيعطي الرئيس بري ما أعطي إمامه موسى الصدر من قوّة وثقة لاستمرار القيادة الحكيمة والغير متهورة والغير مستخقة بلبنان وباللبنانيين كما يفعل الكثيرون من أهل الطيش السياسي ممن يورطون لبنان بأعباء أكبر من امكانياته كما فعل مراهقو الحركة الوطنية عندما ورطوا لبنان بعبء القضية الفلسطينية كما اعترف قادة الحركة الوطنية ولكن بعد خراب لبنان وكما قال الامام الصدر : لقد حملوا لبنان وحده عبء القضية الفسطينية وهذا ظلم كبير للبنان و للقضية الفلسطينية.

لذا ستكون الطائفة الشيعية بين قسمي آذار 1974 وآب 2018 تجديداً وبيعة للخط الوطني والعربي لحركة الاعتدال لحركة اللبناني لحركة المسيحي المعتدل قبل المسلم المعتدل وتحت قيادة الرئيس نبيه بري لأن الفراغ سيد الموقف ولا من يغطي حضور أو غياب الرئيس بري لا في لبنان فحسب بل حيث يتواجد الشيعة العرب من هنا يتطلع الى دوره الطليعي كل شيعي ويدعو له بطول العمر لأن الكارثة كل الكارثة في غياب الثقل وبقاء الفراغ سيفاً مسلطاً على التنوع والتعدد والخيارات المتعددة وعلى حيوية المدني أمام مراوحة وجمود رجل الدين. وحتى لا تحكم الطائفة بآوامر الفتاوى والتكاليف التي تسقط العقل بعد أن تعطله وتجعله عبداً لا حرّاً كما أراده الله.

يبدو أن موجات من التعطيل لمناسبة الصدر قد بدأت لمنع الاستاذ من حضور المناسبة شخصياً لإضعاف النتائج المرجوة ويبدو أن السجالات الداخلية الساخنة على ضوء أزمة تشكيل الحكومة ستلعب دوراً مساعداً في ذلك إضافة الى كمائن مخفية لردع الحضور المهيب ولكن تبقى حسابات الرئيس مفتوحة على أبعد مما يضمر ويراهن المراهنون من خصومه.