إجازة العيد تمتد إلى السياسة والوطن هو الأضحية .
 

هل عيد الاضحى المبارك على اللبنانيين والبلاد بإجازة ليس فقط على مستوى الادارات الرسمية بل ايضا في السياسة وشؤون الناس وهمومهم، حيث تقاعد الجميع من مسؤولياتهم وبقي المواطن وحيدا يواجه مصيره وقدره. الا ان الولادة الحكومية التي انتظرها اللبنانيون طويلاً تبدو انها دخلت في غياهب الدهاليز الداخلية والاقليمية، حتى انها باتت أكبر الاضاحي على مذبح التغيرات الاقليمية والدولية ومعها بات البلد برمته معلّقا على المعادلات المستجدة والتطورات الميدانية ومحاولات استثمارها لكسب البعض رهان التسويات. هذا هو واقع لبنان الذي سيطول التماس معه طالما لم تحسم القوى السياسية خيارها واتخاذ قرار جريء بأن البلد لم يعد يحتمل اكثر من ذلك، فيما الاستحقاقات الداهمة تفترض ان تكون الدولة مستنفرة بكل قواها ووزاراتها لمواجهة التحديات، وتلك التحديات لا تواجه بتصريف الاعمال ولا بأبواب مجلس النواب المغلقة. ففي عيد الاضحى الذي أعطى العالم أرقى معاني التضحية وبذل الذات، فهل يتنازل القيمون على امر البلاد والعباد ويتواضعون امام المعاناة اليومية؟ لا يمكن التفاؤل كثيرا فالتجارب السابقة لا تبشّر بالخير، ففي الاستحقاقات الحكومية والرئاسية السابقة لم تضحي القوى السياسية نفسها في الاضحى ولا عرفت البلاد قيامة في زمن الفصح. وهكذا تبرز العقد والعقدة الجديدة ظهرت من جانب كتلة المستقبل ساعة ظهر تصريح منسوب لمصدر قريب من حزب الله لا ينطوي على ودّ سياسي للرئيس سعد الحريري، مما أشعل النار مجدداً بين الفريقين، على الرغم من وداد سياسي حرص رئيس المجلس على إبقائه. 

إقرأ أيضا : هل يُواجه بري جنبلاط والحريري إكراماً لدمشق؟

 

الا ان طرح الرئيس برّي لموضوع تحسين العلاقة بين المستقبل وحزب الله وسوريا رجح عودة التوتر إلى صلب العلائق مع الأفرقاء الثلاثة. وهذا ما جعل بعض نواب المستقبل يستبعدون التأليف في المدى المنظور، خصوصاً اصرار الفريق المناهض لتيار المستقبل. ظهور مواقف ايجابية من الرئيس سعد الحريري تجاه النظام السوري. 
وفي رأي الاوساط العليمة ببواطن الأمور ان الطبخة الحكومية لم تنضج بعد ، على الرغم من التوقع السابق عن قرب التشكيل. وقصة التعقيد تظهر يومياً في ضوء بيانات صادرة عن لجنة الإنتخابات النيابية والمساعي القائمة لطي الموضوع قبل تفاقم الأزمة. وهنا يجب الاعتراف بأنّ جرّة التأليف  ربما قد كُسرت لا بل تحطّمت، ولم يعد في الإمكان ترميمها أو إعادة لحمها، وعليه فإنّ الحكومة التي يُفترض أن تولد، لا وجود لها في حسبان أحد. هذه الصورة السوداوية، يرسمها أحد العارفين الأساسيين بخفايا طبخة التأليف، ويقرنها باعتراف صريح "دعونا لا نكذب على بعضنا البعض، هذه الصورة الفاشلة تبدّت منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها مفاوضات التأليف، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم، يشارك الجميع في حفلة تكاذب، وبالتالي الأمور ما زالت متوقفة هنا، وبمعنى أدقّ لا قرارَ حتى الآن بتأليف حكومة".