يعمد كثير من أصحاب السيّارات إلى إجراء تعديلات خارجية وداخلية على سياراتهم، غير آبهين لمدى الخطورة التي يمكن أن تتسبّب بها هذه التغييرات وتأثيرها على السلامة.
 

نرى على الطرقات في لبنان كثيراً من السيارات التي أجرى أصحابها تعديلات على شكلها الخارجي من خلال إضافة بعض المكوّنات، مثل الشفرات والمشتّتات الهوائية وغيرها. كذلك، هنالك العديد من التغييرات التي تتمّ على مكوّنات السيارة الداخلية، أبرزها على نظام التعليق ومجموعة العادم والمحرّك.

تأثيرها على السلامة

يعمل المهندسون أثناء صناعة السيارة على دراسة وتجربة كلّ قطعة، ومدى ملاءمتها لعناصر السلامة المطلوبة. لذلك، ليس من المحبّذ إطلاقاً تغيير هذا المفهوم. فتبديل أيّ قطعة في هيكل السيارة يمكن أن تكون له عواقب وخيمة أثناء الحادث.

وهنا نذكر على سبيل المثال تغيير الصادم الأمامي أو الخلفي بآخَر رياضي دون الأخذ بعين الاعتبار مدى تلائم المادة التي صنع منها وكيفية تجاوبها أثناء الحوادث ومع تشتيت الهواء على السرعات العالية، ما يؤثّر مباشرة على تماسك السيارة. في السياق عينه، يعمد كثيرون من أصحاب السيارات إلى تخفيض ارتفاع سياراتهم والتلاعب بنظام التعليق، وهو النظام الأساسي المسؤول عن تماسك السيارة مع الطريق. وأيّ تلاعب أو خلل في أي جزء في هذا النظام يؤدّي أيضاً الى عواقب وخيمة. والأمر نفسه يحصل مع نظام الفرامل ونظام العادم وتغيير المقاعد الداخلية وغيرها من الأمور.

قوانين رادعة

في الدول المتقدّمة، يمنع التلاعب بهندسة السيارة الرئيسية بطريقة عشوائية. لكن الراغبين بإضافة بعض التغييرات على سياراتهم يمكنهم فعل ذلك بطريقة قانونية عبر اعتماد قطع مصدّقة من شركات معروفة، أجرت على هذه القطع تجارب عديدة بالتنسيق مع الشركات المصنِّعة للسيارات. وأي تغيير عشوائي في شكل السيارة قد يعرّض صاحبها لملاحقة قانونية.

أمّا في لبنان، فلا وجود لهذه القوانين، وإن وُجدت فهي لا تُطبَّق. لذلك، نجد على الطرقات سيارات بلا هوية تقريباً، أي أنّ أصحابها أجروا تعديلات عليها بحيث بات من الصعب معرفة ماركتها، أو حتى حوّلوها من هوية الى أخرى. وكل ذلك قد يؤثّر بشكل مباشر على نسبة السلامة التي يجب أن تؤمّنها السيارة أثناء الاصطدامات، وعلى نسبة التماسك أثناء القيادة. وهذه السيارات قد تشكّل خطراً على الركّاب في داخلها وعلى الآخرين على الطريق.