أليس التفاوض مع ترامب طريقاً للتخلّص من جميع تلك الأخطار والأزمات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية؟
 

لماذا تصمد إيران في وجه العقوبات الأميركية وتفضل تلك العقوبات التي هي حقاً الأقسى من نوعها في التاريخ على الدخول في محادثات مع الرئيس دونالد ترامب بهدف تخفيف الضغوط عليها؟ 

 

ألا يعرف الحكّام في إيران أن تلك العقوبات تُهدّد كيان النظام؟ 

 

أليس التفاوض مع ترامب طريقاً للتخلّص من جميع تلك الأخطار والأزمات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية؟

 

ثم إن التشاؤم الذي يسيطر على نظرة المرشد الأعلى الإيراني للولايات المتحدة إلى متى يستمر؟ 

لماذا لا يسمح خامنئي بعقد لقاء بين الرئيس الإيراني ونظيره الأميركي على غرار لقاء الأخير مع الزعيم الكوري الشمالي؟ 

 

إقرأ أيضا : هل يختلف إله الأتراك والشعب التركي عن إله الإيرانيين والشعب الإيراني؟!

 

 

إن مواقف المرشد الأعلى منذ عقود ثلاث من قيادته لإيران تظهر مدى يأسه من الوصول إلى اتفاق طويلة المدى مع أمريكا كما أنه يؤكد على ان الوصول الى اتفاق مع ترامب لن ينهي المشاكل في العلاقات الإيرانية الأميركية. 

 

وبتعبير آخر ليس هناك ضمان على مصادقة الكونغرس الأميركي ولا مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على أي اتفاق محتمل بين روحاني وترامب. 

ثم ليس هناك اي ضمان على التزام الرئيس الأميركي المقبل لذاك الاتفاق بل على العكس إذا تمكّن ترامب من الغاء الاتفاق النووي واستخدام موقفه من الاتفاق النووي كورقة رابحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ربما يتجه خلفه إلى الغاء اتفاق ترامب مع إيران. وحينها يتحوّل خرق الاتفاقيات مع إيران إلى تقليد للرؤساء الأميركيين ولن يستقر حجر على حجر وفق المثل الإيراني السائر.

 

هذا دليل معقول ومنطقي على رفض خامنئي إدخال أي تعديل في نصّ الاتفاق النووي. كما أنه يدل على افتقاد ترامب للرؤية الإستراتيجية. 

ثم يبدو أن ليس هناك ما يجعل إيران مضطرة للتفاوض مع ترامب. 

 

إن إحتياطي إيران للذهب والعملة الصعبة يفوق 130 مليار دولاراً ما يسمح لها أن تصمد لعامين أو ثلاثة بدون بيع نفطها. 

 

واذا يراهن ترامب على هزيمة إيران قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ( 2020) فإنه واهم. وإيران تعرف تلك الحقيقة ولن تعطيه ورقة رابحة يستغلها للفوز. 

 

ان تشديد العقوبات ضد إيران لن يحقق ما يبتغيه ترامب بل سيؤدي إلى ردود إيرانية عنيفة. 

 

إيران سوف تعمل من أجل إنجاح الديمقراطيين في الولايات المتحدة في الإنتخابات النيابية والرئاسية المقبلة علّهم يعيدون المياه إلى مجاريها.