لن أذكر لك كافة حسنات هذه البلاد العظيمة بعلومها ومعارفها وقوانينها ودساتيرها لأن رأسك محمول بدماغ فيه مستوطنات فكرية دينية ومذهبية بناها به فقهاؤك وأحزابك وقبيلتك وعشيرتك
 

وضعوا جرذون في حديقة وبنوا حولها جداراً فبقي الجرذون أياما يحفر في الجدار حتى فتح ممراً فيه عاد منه إلى المجرور إلى عالمه وبيئته .

التقيت هنا في فرنسا برجل مسلم عربي ملتزم بشريعة الفقهاء وهو يحسبها شريعة الله رب الأرض والسماء وبمختصر مفيد وخير الكلام ما قل ودل قال لي : فرنسا وبلاد أوروبا والغرب بلاد الكفر والفسق والمجون والعربدة والفساد وبين يوم وآخر سوف ينزل الله عليها صواعق من السماء تجعلها قاعا صفصفا ؟!

لذلك سأجمع شيئا من المال  وأخرج من هذه البلاد الواقعة تحت سخط الله وغضبه وأعود به إلى بلدي المسلم لأعيش به هناك تحت رحمة الله ورضاه .

قلت له لم تر عينك في هذه البلاد سوى الفساد والكفر والعربدة وعميت عن رؤية فضائلها العظيمة ومناقبها  الجميلة وحسناتها الرائعة حيث تتوافر فيها :

1 - الضمان الصحي 

2- والضمان الإجتماعي 

3 - وضمان الشيخوخة 

4 -  والنظافة الساحرة في شوارعها 

5 - وكثرة الحدائق الخلابة فيها 

6 - والحرية في ممارسة معتقدات دينك ومذهبك بكل أمن أمان 

7 - والحرية السياسية في إفصاحك عن قناعتك السياسية 

8 - وكهرباء 24 ساعة باليوم بأبخس الأثمان 

9 - وماء 24 ساعة باليوم مع هاتف بأرخص الأسعار  

10 - وأفضل أنواع التعليم لأولادك في مدارسها وجامعاتها ومجانا 

11 - وأغذية مراقبة بشدة ودقة حرصا منها على صحتك 

12 - ولا ترى فيها مجمعا سكنيا فقيرا فوضويا ولا بيتا مبنيا بصورة عشوائية 

13 - وتسبح في أنهارها وتشرب منها لشدة نظافتها 

14 - وشعب يحترمك مهما كان دينك ومذهبك 

15 - وقانون سير للسيارات لا تسمع بشوارعها زموراً مزعجا 

16 - ومبانيها كلها مبنية وفق خريطة هندسية تفرض على كل مبنى موقفا للسيارات وحديقة للأطفال 

17 - والفساد المالي فيها شبه معدوم لكثرة مؤسسات المراقبة والمحاسبة والمُساءلة 

18 - بلاد لا يوجد فيها زعيم مقدس ولا قائد مقدس ولا حزب مقدس لا مقدس فيها سوى القانون والدستور والمحاسبة والمساءلة والشفافية والحرية السياسية والحرية الفكرية وأما الحرية الجنسية فأنت تعلم ولكنك تتجاهل بأن الحرية الجنسية فيها ليست عشوائية ولا فوضوية  ولا صلة لها بمفهوم العربدة والمجون والعهر والدعارة كما تزعم مفتريا ومتوهما  إنها ثقافة جنسية إنسانية مضبوطة بحدود الأدب والأخلاق كما هم يفهمون الأدب والأخلاق لا كما تفهمها أنت مستندا بذلك إلى موروثك القبلي العشائري الذي تسميها دينا زورا وبهتانا وجهلا .

ولن أذكر لك كافة حسنات هذه البلاد العظيمة بعلومها ومعارفها وقوانينها ودساتيرها لأن رأسك محمول بدماغ فيه مستوطنات فكرية دينية ومذهبية  بناها به فقهاؤك وأحزابك وقبيلتك وعشيرتك مستوطنات من أصعب الصعوبات إزالتها من دماغك وتحريرك من أسرها .

واستناداً إلى رواية تُرْوَى عن النبي (ص) يقول فيها عن الأوروبيين والغربيين وهم كذلك في حقيقة الواقع .

1 -  إنهم لأحلم الناس عند فتنة 

2 -  وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة 

3 - وأوشكهم كَرَّة بعد فَرَّة 

4 - وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف 

5 -  وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك .

وما معنى أمنعهم من ظلم الملوك ؟ الجواب :  [ أي عندهم مناعة من الإصابة بمرض حكام الإستبداد حيث بمبادئ الديمقراطية صاروا محميين من ظلم ملوكهم وحكامهم لقد  صارت مجتمعاتهم  تمتاز بالمناعة من الإصابة بحكام إستبداديين    ] .