إستمرار الجدال الداخلي حول اتفاق الهدنة مع حماس ومواقف سياسية وعسكرية مؤيدة ومعارضة للتسوية أبرزها تحذير الشاباك الذي اعتبر أن  السوية ستؤدي الى تقوية حماس.
وتحليلات صحفية إضافية حول الازمة السوية والوضع الإيراني والأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني .


معاريف 
الشاباك يحذر: "التسوية ستقوي حماس وتثبت أن الإرهاب مربح"
حذّر رئيس الشاباك نداف أرغمان وزراء المجلس الوزاري المصغر من التسوية مع "حماس". واعتبر أن استبعاد رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من التسوية "سيقوي حماس ويثبت أن الإرهاب مربح". وتوجّه أرغمان إلى الوزراء قائلاً: "إن هذه العملية ستضعف المعتدلين وستثبت للفلسطينيين أن طريق العنف وحده يؤدي إلى نتائج في مواجهة إسرائيل". وفي رأيه أن التسوية ستقوي "حماس" في غزة وأيضاً في الضفة الغربية في مواجهة حركة "فتح".
وقالت معاريف أن قطر تدخلت في إطار خطة التسوية من دون موافقة أبو مازن. 
وكان رئيس السلطة الفلسطينية قد وضع كثيراً من العقبات أمام الاتصالات، ولذلك لجأ الأميركيون إلى قناة تفاوض غير مباشرة عن طريق قطر. لكن أرغمان أشار إلى أنه انطلاقاً من تجربته فإن الأموال القطرية لا تذهب فقط إلى مشاريع في غزة بل تصل أيضاً إلى النشاطات الإرهابية. 
في هذه الأثناء يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن المرحلة الأولى من التسوية تتعلق فقط بوقف إطلاق النار، وإذا نجح ذلك فإنهم سيعودون إلى البحث مجدداً في تطبيق تفاهمات "الجرف الصامد".


يسرائيل هَيوم 
ترامب وبوتين اتفقا على انسحاب إيران من سورية
نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر أميركي كبير في البيت الأبيض أمس أن المحادثات التي جرت في قمة هلسنكي في تموز/يوليو الماضي بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناولت موضوع الاتفاق على خروج القوات الإيرانية من سورية، وأن الرئيسين اتفقا على خروج إيران من هناك. 
مع ذلك أشار المصدر إلى أن القيادة الروسية ترى أن تحقيق الانسحاب الإيراني سيكون مهمة صعبة. وقد تناول ترامب وبوتين في محادثاتهما الخلاف بشأن موضوع السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، والسياسة الخارجية ضد داعش، والوضع الإنساني في سورية.
في الفترة الأخيرة تحدثت تقارير عن أن روسيا تعمل على إبعاد القوات الإيرانية في سورية عن حدود إسرائيل. وقال موفد بوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في مطلع هذا الشهر إن روسيا "تأخذ في حسابها مصالح جيران سورية، وبينهم إسرائيل. ومن خلال أخْذنا هذه المصالح بعين الاعتبار نجحنا في التوصل إلى انسحاب القوات الإيرانية إلى مسافة 80 كيلومتراً عن منطقة الحدود الإسرائيلية- السورية". وأعرب لافرنتييف الذي كان يتحدث إلى موقع "سبوتنيك" الإلكتروني عن اعتقاده أن مخاوف إسرائيل المتعلقة بالوجود الإيراني بالقرب من سورية قد خفّت.

رئيس المعسكر الصهيوني: نتنياهو استسلم لحماس
هاجم رئيس المعسكر الصهيوني آفي غاباي، أمس الجمعة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلا إنه "قاد إسرائيل إلى استسلام تام أمام حركة حماس"، وذلك على خلفية التسوية التي تجري بلورتها بين الحركة ودولة الاحتلال حول قطاع غزة.
وقال غاباي في حديث إذاعي إن نتنياهو "قادنا إلى الاستسلام، واتخذ هذه الخطوة من منطلق نقطة الضعف لدينا وليست لدى حماس"، في إشارة إلى القصف الصاروخي الكثيف الذي تعرضت له المستوطنات المحيطة بقطاع غزة مؤخرا من قبل المقاومة بقطاع غزة.
وأضاف أنه "منذ الحرب الأخيرة على غزة مرت أربع سنوات كان نتنياهو خلالها قادرا على إنجاز تسوية في الوقت الذي كانت فيه حماس ضعيفة، وقد أوصت أجهزة الأمن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بالقيام بذلك لكنهم رفضوا لأنهم كانوا خائفين".
واعتبر غاباي أن نتنياهو فشل على مدى قرابة عشر سنوات في رئاسة الوزراء، ومع ذلك فقد أكد غاباي أنه يدعم التسوية مع حركة حماس، ولكن ليس بالطريقة التي تم التوصل إليها.
وقالت مصادر في جيش الاحتلال إن اتفاق التهدئة مع حماس في مراحله النهائية، مضيفة أن أمس الجمعة كان اختبار التزام حماس بالحفاظ على الهدوء.

هآرتس
تقديرات إسرائيلية وأميركية: إيران تنتظر رحيل ترامب بالانتخابات

ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن مقابلات أجرتها مع مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين وأميركيين أظهرت وجود توافق كبير بين تل أبيب وواشنطن حول الواقع الإستراتيجي الناشئ في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، في أيار/مايو الماضي.
وترى التحليلات الأميركية والإسرائيلية، أن إستراتيجية النظام الإيراني الآن هي انتظار رحيل ترامب. إذ يأمل الإيرانيون أن يخسر ترامب الرئاسة في انتخابات العام 2020. والعنصر المهم بالنسبة للإيرانيين في هذه الأثناء هو إبقاء الاتفاق النووي على حاله، حتى لو فقد من قيمته الاقتصادية، بسبب العقوبات الأميركية الجديدة والضغوط التي تمارسها إدارة ترامب على شركات أوروبية من أجل التوقف عن المتاجرة مع إيران.
وبحسب هذه التحليلات، فإن إيران تنظر إلى الاتفاق النووي حاليا، ورغم انسحاب الولايات المتحدة والأضرار الاقتصادية المترتبة عن هذه الخطوة، أنه بمثابة "بوليصة تأمين" لها، ضد محاولات ترامب لبلورة تحالف دولي لفرض عقوبات أشد، ويمنع الولايات المتحدة وإسرائيل من شن هجوم عسكري ضد إيران بغطاء دولي. إلى جانب ذلك، فإنه طالما أن الاتفاق النووي صامد وإيران تنفذ التزاماتها فيه، فإنه لن يكون بمقدور ترامب تجنيد دعم أميركي داخلي لهجوم عسكري.
وقالت الصحيفة إن الاعتقاد في إسرائيل هو أن حديث ترامب، الشهر الماضي، عن استعداده للقاء الرئيس الإيراني، حسن روحاني، جاء بدون تفكير ولا يمثل تغيرا في إستراتيجية الإدارة الأميركية. وأشار الإسرائيليون إلى أن روحاني قد يكون راغبا في لقاء كهذا يجمعه هو شخصيا، أو مندوب إيراني آخر مثل وزير الخارجية جواد ظريف، مع ترامب أو مسؤولين أميركيين كبار، وأن لقاء كهذا سيرفع قيمة العملة الإيرانية ويبث الأمل بين الإيرانيين. "لكن روحاني سيواجه صعوبة بالعمل على ضوء معارضة حرس الثورة، وهذه المعارضة تصفها مصادر إسرائيلية كصدام بين اعتبارات المال والكرامة الوطنية الإيرانية".
وتعتبر إسرائيل أن إدارة ترامب، خلافا لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، تشكل تهديدا عسكريا موثوقا ضد إيران. بينما في طهران يعتبرون ترامب مجنونا ومؤيدا متحمسا جدا لإسرائيل وسيسمح لها بالعمل كمشيئتها. وقالت الصحيفة أن مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهون يأملون بأن هذا التهديد المزدوج سيعيد الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي.

"إما تنازلات أو تشديد عقوبات"
أحد الخبراء الأميركيين الذين قابلتهم الصحيفة هو مارك دوبوويتس، الخبير في الشؤون الإيرانية في "معهد حماية الديمقراطية" ومقره واشنطن. وهذا الخبير على اتصال دائم مع عدد من كبار مستشاري ترامب. وبحسب دوبوويتس، فإن "مسؤولين سابقين في إدارة أوباما هم الذين ينقلون هذه الرسائل إلى الإيرانيين منذ عام. اجلسوا بهدوء، ترامب سيكون رئيسا لولاية واحدة، ولذلك فإن كل ما ينبغي أن تفعلوه هو الصمود في السنتين ونصف السنة القريبة، وبعدها سيأتي رئيس جديد ويعيد الاتفاق إلى مكانه. والرسالة التي يسمعها الإيرانيون من هؤلاء المسؤولين هي: لا تتحدوا ترامب، ولا توفروا له ذريعة للتسبب بانهياركم أو التوجه إلى عملية عسكرية".
واضاف دوبوويتس أن "الإيرانيين يتصرفون هكذا بالضبط، لكني أعتقد أنه سيكون من الصعب عليهم التمسك بهذه السياسة لفترة طويلة مقبلة. فالعقوبات التي عادت إلى مكانها الآن هي العقوبات الأسهل، نسبيا. وستصل الضربة الحقيقية في بداية تشرين الثاني/نوفمبر القريب، لدى فرض عقوبات في مجال الطاقة. وتخطط الإدارة لجولة عقوبات أخرى في بداية العام 2019. من السهل القول: سنجلس سنتين وننتظر. يصعب فعل ذلك فعليا عندما ينهار الاقتصاد ويغضب الناس في الشوارع".


واعتبر دوبوويتس أنه في حال استؤنفت المفاوضات حول الاتفاق النووي، فعلى ترامب الإصرار على لقاء المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، وليس مع روحاني. "خامنئي هو الزعيم الحقيقي لإيرانن وليس روحاني. وأي مفاوضات مع روحاني ستكون وسيلة لتمضية الوقت، يستغلها الإيرانيون من أجل تحقيق أرباح اقتصادية من دون التنازل فعليا عن اي شيء. وسيتعين على الولايات المتحدة أن تضع شرطا آخر لاستئناف الاتصالات، وهو انضمام أوروبا رسميا إلى العقوبات على البنوك الإيرانية".
ومضى دوبوويتس أنه "يجب إجراء مفاوضات معاكسة لتلك التي أجرتها إدارة أوباما، التي خففت الضغط عن إيران كلما تقدمت المحادثات. وعلى ترامب تصعيد الضغط خلال المداولات. والرسالة التي سيتلقاها الإيرانيون من خطوة كهذه هي أنه لا يمكن استخدام المفاوضات من أجل تخفيف العقوبات. هل تريدون تسهيلات؟ الطريق الوحيدة هي بواسطة اتفاق، ومن أجل التوصل إلى اتفاق يجب تقديم تنازلات".