لفت وزير الاعلام ملحم الرياشي في كلمة له خلال عقد ملتقى حواري لتطوير السياسات والتشريعات في ​لبنان​ (EMIL)" مؤتمرا صحافيا لإعلان إنطلاق عملها، في الذكرى السنوية الأولى لغياب المحامي الياس مخيبر إلى انه "باسم الياس مخيبر الله معكم، الياس مخيبر الحاضر بيننا اليوم في هذه القاعة بروحه، ومعه البير مخيبر و​بشير الجميل​ وكثر من شهدائنا الابرار و​بيار الجميل​ وكثر من الابطال الذين سقطوا يوما لأجل لبنان، ومن الجاهزين للسقوط لأجل قضية لبنان. قضية لبنان هي قضية الحرية، قضية الديموقراطية، قضية احترام الآخر، مهما كان هذا الآخر مختلفا، ومحبة الآخر وشجاعة التواصل ومد اليد لهذا الآخر".

وأشار إلى أنه "كان ​ميخائيل نعيمة​ يقول، والذي استشهد به الياس منذ قليل، "لستم بحاجة الى هياكل تصلون فيها، فمن لم يجد في قلبه هيكلا لن يجد قلبه في اي هيكل"، وأنا أقول: لستم بحاجة الى وطن للحرية، ومن لم يجد في قلبه هذه الحرية لن يجد الحرية في اي وطن، وأضيف، الياس مخيبر هو غصن من هذا الجذع الضارب في عمق الارض المتنية واللبنانية، البير مخيبر. ألبير مخيبر ذاك الرجل العظيم الذي دخل ​مجلس النواب​ يوما وقال حيث لم يجرؤ الآخرون "أطالب بجلاء ​الجيش السوري​ عن لبنان".

وتابع الرياشي:"أتذكر قبل ذلك التاريخ في العلم 1998 حين كنا الياس مخيبر وانا الى جانب البير مخيبر، وأتت ​ستريدا جعجع​ مع ​ادي ابي اللمع​ لزيارة ​بيت مري​ وكان الى جانب البير مخيبر باقة من الورود الحمراء، فنزع الباقة بكاملها من المزهرية وقدمها الى ستريدا قائلا لها: "هذه الباقة مني لك وللحكيم من قبلي". فأجابته: "هذه الباقة من مكانها تصل الى الحكيم، اعتبر أنها وصلت محبة ووردا وسيادة وحرية للبنان". وفي هذه اللحظة بالذات اقترب مني الياس هامسا: ما زلنا بحاجة الى وردتين، واحدة لي وأخرى لك".

وقال: "كان الياس صاحب قلب كبير، صاحب نكتة جاهزة، صاحب ذكاء متوقد، صاحب حضور علمي وفكري وأكاديمي دائم، صاحب كاريزما شعبية نادرة ولكن من سلالة مستمرة، من جذر ألبير مخيبر".

وأضاف: "لا أستطيع الإسهاب في الحديث عن الياس، لأنه صديق ورفيق عمر، لكني أستطيع القول إن أهمية هذه المؤسسة تكمن في أنها ستحقق أمرين وستمتلك أمرين: أولا ستمتلك قاعدة ومنصة تواصل للاحترام ولمحبة الآخر، للتعددية، لإلغاء شبه الدولة المتهالكة منذ زمن، والتي جربناها حتى في ​الحكومة​ وأهلكتنا أكثر، وأتعبتنا أكثر، وعانينا محاولة إيجاد قاسم مشترك بين طموحات تشبه القرن الحادي والعشرين وجسم، للأسف، يعود الى القرن التاسع عشر".

وأكد أن "الياس موجود في هذا المكان بالذات، الياس مؤمن بهذا المكان بالذات، الياس كما يقول طاغور، كالعصفور، وإيمانه إيمان النسر الذي يعرف أن الفجر سينبلج قبل انبلاجه حتى، لكنه يكون متأكدا من أن الفجر سينبلج و​الشمس​ ستشرق".

أضاف: "باسم مؤسسة الياس مخيبر التي لي الشرف أن أكون رئيسها الفخري، لي الشرف أن أكون دائما الى جانب هذه العائلة التي هي عائلتي والتي ترعرعت في منزلها، وتعلمت ال​سياسة​ من مدرسة ألبير مخيبر. شرف كبير أن أقول لكم إن يدنا بيدكم لأجل لبنان أقوى وأفضل معا، يدا بيد، الى كل الشركاء والأشراف في هذا الوطن، وهم كثر، ولكن قد نرى في بعض الأحيان السيئ كرؤيتنا لنقطة حبر على ثوب العروس، بالرغم من ذلك يبقى ثوب العروس أبيض، وقلب العروس يبقى أبيض كثلج لبنان وأرز لبنان الذي ستزودنا به لينا لدى خروجنا من هنا، هو كهذا الثوب الأبيض وكثلج لبنان".

وختم الرياشي: "كلمة أخيرة الى الياس مخيبر في الذكرى السنوية الأولى لغيابه: صديقي الياس، قد يأتي خريف كثير وتقع على قبرك أوراق صفر كثيرة، ويمر ثلج كثير، ويسقط ثلج على قبرك، وتأتي ذئاب كثيرة الى لبنان، في ​الثلج​ وفي الصيف وفي كل الأوقات، لكن عندما تنظر، كما تنظر مع الذين يجلسون أمامك هنا، ومن ضمنهم ترى سمير (نجل مخيبر) ستدرك أن لبنان باق ولا خوف عليه".