لم يتنبّه كاتب الرسالة أنّ سماحة الشيخ قبلان أعلن افتراقه عن الأمّة الواحدة بإعلانه أول أيام عيد الأضحى يوم الأربعاء القادم في الثاني والعشرين من شهر آب
 

أولا: التّشديد على الوحدة والتعاون...

لم يتنبّه ربما كاتب رسالة الحجّ التي وجّهها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى المسلمين بحلول عيد الأضحى المبارك، والتي دعا فيها المسلمين " لتتوحّد المواقف على جمع الكلمة ورأب الصّدع" ويُضيف بأن"ّ الحجّ ركنٌ من أركان الدين وشعيرة إنسانية إسلامية تجمع المسلمين..متعاونين على البرّ والتّقوى..ليكونوا أمّةً واحدة مصداقاً لقوله تعالى "إن هذه أمّتكم أمّةً واحدة وأنا ربّكم فاعبدون".

نقول: لم يتنبّه كاتب الرسالة أنّ سماحة الشيخ قبلان أعلن افتراقه عن الأمّة الواحدة بإعلانه أول أيام عيد الأضحى يوم الأربعاء القادم في الثاني والعشرين من شهر آب، في حين أعلنت جموع البلاد الإسلامية يوم الثلاثاء في الحادي والعشرين من الشهر الحالي أول أيام عيد الأضحى المبارك. ولم يقتصر الأمر في الرسالة على ما ورد أعلاه من ضرورة الوحدة والتعاون والتّآلف، بل عاد ليُؤكّد مُثنى وثلاث ورُباع على ضرورة التعارف والتآخي، واستثمار موسم الحجّ لتمتين أواصر الوحدة الإسلامية بين الشعوب والأعراق والقوميات، ولم تُغفل الرسالة ضرورة التّصدي لمُثيري الفتن  والنعرات المذهبية وإدخال بلادنا في أتون النزاعات والحروب الأهلية، ومع ذلك، يفترق سماحته عن المذاهب الإسلامية التي تُمثّل الأغلبية، مع التّذكير دائماً بأنّ مكتب الراحل السيد محمد حسين فضل الله كان قد أعلن أنّ يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الأضحى استناداً للأرصدة الفلكية حسب اجتهاده الخاص.

إقرأ أيضًا: 

ثانياً: تضمين الرسالة موقف سياسي خلافي...

لم يُغفل كاتب الرسالة تضمينها موقف محور الممانعة اتجاه النظام السوري، وضرورة التنسيق معه، في حين كان من المفترض أن لا تتضمن الرسالة موقفاً سياسياً هو محلّ خلاف شديد وتنازعٍ مبين بين الفرقاء السياسيين، كي تظلّ الرسالة محافظة على مضامينها الروحية في مناسبة دينية أبعد ما تكون عن الصراعات والخلافات والأحقاد والفتن.

سُفيان بن عُيينة قال: "إذا ترك العالم قول لا أدري، أُصيبت مقاتلُه". وقال عمر بن عبدالعزيز (الخليفة الأموي):" من قال لا أدري فقد أحرز نصف العلم"،  لأنّ الذي له على نفسه هذه القوّة، فقد دلّنا على جودة التّثبُّت وكثرة الطّلب وقوّة المنّة.