فتح ″تيار المستقبل″ باب معركة إنتخابات نقيب المحامين في طرابلس باكرا، باعلان أمينه العام أحمد الحريري ترشيح أمين سر هيئة الاشراف والرقابة في “التيار” المحامي محمد المراد لمنصب النقيب، قاطعا بذلك الطريق على كثير من المحامين الزرق الطامحين لخوض هذه الانتخابات، والذين وضعهم “أمينهم العام” أمام مفترق طرق، فإما الالتزام بالقرار الحزبي أو الانكفاء أو ترجمة الاعتراض بالتصويت لمرشح آخر.

في حفل غداء حاشد ضم النواب والنقباء والكوادر المحسوبين على تيار المستقبل إضافة الى أعضاء المكتب السياسي ومسؤولي المهن الحرة، تم الاعلان عن ترشيح المراد لانتخابات نقيب المحامين في طرابلس التي من المفترض أن تجري في الاسبوع الأول من شهر تشرين الثاني المقبل، أي بعد نحو 81 يوما.

وعلى هامش حركة الأمين العام أحمد الحريري وإعلان هذا الترشيح، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

أولا: من المعروف تاريخيا أن ملف إنتخابات نقابة المحامين في طرابلس موجود في عهدة النائب سمير الجسر الذي كان يعدّ عدة الانتخابات ومرشحيها، ويعرضها على الرئيس سعد الحريري لأخذ مباركته، لكن يبدو أنه تم إستبعاد الجسر هذه المرة عن إعداد هذا الملف، حيث كانت تسمية المحامي محمد المراد صادرة من الأمانة العامة للتيار، لذلك فقد حرص أحمد الحريري على زيارة النائب الجسر في منزله، كما تمنى عليه في حفل الترشيح أن يلقي كلمة لأن ″نفسه الطيب معنا كفيل بأن يجعلنا نربح الانتخابات″.

ثانيا: كان الجسر واضحا في الكلمة التي ألقاها بأنه لم يكن له دور في إختيار المراد، حيث كشف بأن الرئيس الحريري دعاه وأظهر له رغبة في أن تكون هناك فرصة لمحمد المراد للترشح الى منصب نقيب المحامين، وقد رد الجسر بايجابية وقال له ″أنا عند رغبتك″، ولم يُخف الجسر أنه تعرض لـ ″وسوسات″ من داخل ″تيار المستقبل″ لاثارة حفيظته على هذا الترشيح وثنيه عن تأييد المراد، مشددا على أنه هو أكثر الناس إلتزاما بـ″تيار المستقبل″.

ثالثا: بدا واضحا أن ″تيار المستقبل″ يريد تعويض التراجع الذي شهده في الانتخابات النيابية الماضية، بأن يمتلك القرار في نقابات المهن الحرة وفي المراكز الحساسة الأخرى، لذلك فإن إنشغاله مع رئيسه في كيفية إخراج الحكومة الجديدة من عنق الزجاجة لم تثنه عن فتح باب معركة إنتخابات محامي طرابلس بشكل مبكر.

رابعا: حاول تيار المستقبل إظهار حضوره السياسي وقوته في حفل الترشيح، فأطلق النفير العام وجمع نوابه في طرابلس والضنية وعكار، ومنسقيه وكوادره ومكتبه السياسي ومسؤولي المهن الحرة ونقبائها الحاليين والسابقين، وفي ذلك رسالة الى سائر التيارات السياسية بأننا سنخوض معركة المحامين بكل قوة وأن لدينا القدرة على ذلك وصولا الى تحقيق الفوز، وقد عبر الأمين العام أحمد الحريري عن ذلك خلال الكلمة التي ألقاها حيث أكد أن المعركة ليس لها طابعا نقابيا فقط، بل لها طابع سياسي أساسي، الأمر الذي وجد فيه بعض المراقبين إستفزازا غير مبرر للقوى السياسية المحلية في طرابلس.

خامسا: محاولة أحمد الحريري إظهار بأن ″تيار المستقبل″ ليس ضعيفا، وذلك من خلال سعيه  لإقناع الحضور وغيرهم بأن كل المواقف التي يتخذها الرئيس سعد الحريري تدل على قوة سياسية!، والتشديد على أن لا أحد غيره قادر على تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة.

سادسا: النصيحة التي أسداها النائب سمير الجسر الى تيار المستقبل، بعدم التهاون بهذه المعركة، والتعامل معها بكل جدية، وبالتالي عدم التهاون بالخصم ومحاولة التقليل من حضوره ومن علاقاته في النقابة، علما أن أكثرية المرشحين المنافسين لم يعلنوا ترشيحاتهم بعد، باستثناء المحامي زياد درنيقة الذي ينشط على أكثر من صعيد، حيث أشارت معلومات الى أنه عقد إجتماعا مطولا أمس مع نقيب المحامين عبدالله الشامي.