خضوع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتحقيق للمرة الأخيرة في قضايا فساد ومعلومات عن هدنة مع حماس تتألف من 6 بنود وتحليلات حول الأزمة السورية وقضايا داخلية أخرى كانت محور اهتمام الصحف العبرية الصادرة اليوم الجمعة.


عودة الأسد إلى الجولان
يتسحاق ديغاني - محاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة بار – إيلان
توشك الحرب الأهلية في سورية على الانتهاء. قوات بشار الأسد، التي توقّع وزير الدفاع السابق إيهود باراك انهيارها الأكيد بعد نشوب الثورة السورية في ربيع 2011، أصبحت اليوم أقوى و أكثر ثقة بالنفس. ونجح النظام بمساعدة الدعم الروسي الجوي والدعم الكبير للميليشيات التي تدور في فلك إيران، وخصوصاً حزب الله، في فرض سيطرته على ثلثي أراضي الدولة، ودمّر بصورة منهجية قوات المتمردين (وفي الوقت عينه، ذبح مئات الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء).
مؤخراً سيطر النظام على هضبة الجولان كلها، بدءاً من منطقة دمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية في الجنوب والحدود الإسرائيلية في الغرب. آلاف السكان المحليين فروا في اتجاه السياج الحدودي مع إسرائيل التي، بدورها، قدمت لهم المساعدة من خلال توفير الغذاء والدواء، وحتى نقلت لاجئين مدنيين إلى الأراضي الأردنية، وبذلك أنقذتهم من موت محتم.
من المثير للاهتمام أن التطورات الأخيرة حدثت بعد مشاورات سرية مع إسرائيل. ففي منتصف تموز/يوليو، زار وزير الخارجية الروسي إسرائيل يرافقه رئيس أركان الجيش ومجموعة من كبار الضباط من أجل تنسيق روسي - إسرائيلي للعمليات العسكرية في سورية. وهذا يمثل خطوة متقدمة في الحوار الإسرائيلي - الروسي المستمر بشأن النزاع في سورية. وقد جرى التوصل إلى تفاهم يتعلق بإعادة انتشار الميليشيات الدائرة في فلك إيرن ومستقبل وجودها في سورية.
منذ سنوات تخوض إسرائيل حملة واسعة ضد تمركز طهران العسكري في سورية، سواء بواسطة الميليشيات الشيعية أو من خلال تزويد حزب الله بمنظومات سلاح متقدمة. والرد الإيراني الضعيف على مئات الضربات الجوية الإسرائيلية (غير المعلنة) خلال هذه الفترة هو بالتأكيد مؤشر إلى عدم قدرتها على مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي.
في الأشهر الأخيرة تصاعدت الحملة وتطورت إلى مواجهة مباشرة بين القدس وطهران أخذت شكل ضربات متبادلة بين الجيش الإسرائيلي وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي ينشط في سورية قُتل خلالها عشرات الجنود والضباط الإيرانيين. وبينما يؤشر التصعيد إلى استعداد إسرائيل للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران من أجل تحقيق هدفها الاستراتيجي أي إنهاء الوجود العسكري في سورية، يبدو أن إسرائيل راضية حتى الآن عن تنفيذ موسكو تعهدها (الذي جرى التوصل إليه خلال محادثات جرت بين بوتين ونتنياهو) على إبعاد هذا الوجود العسكري عن الحدود مع إسرائيل.
في الوقت عينه، فإن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 وإعادة فرض العقوبات الدولية يمكن أن يلجما توسّع طهران الإقليمي ويدفعاها إلى إعادة درس وجودها العسكري في سورية. كما يمكن أيضاً أن يدفع قدماً بعملية تململ داخلي يمكن أن تؤدي إلى سقوط النظام الإسلامي، الأمر الذي يبدو مستبعداً.
في المقابل، لم يتغلب حزب الله بعد على النتائج الكاملة لتدخله في سورية، والرضى المتكرر لزعيمه حسن نصر الله عن هذه النتائج لا تخفي هذه الحقيقة. وقد اضطر الحزب نتيجة ازدياد المصاعب المالية التي فاقمتها الأزمة التي يعانيها الاقتصاد الإيراني، إلى تقليص الرواتب التي يدفعها لمقاتليه. ونتيجة ذلك، ومع تصاعد معارضة التدخل في سورية في أوساط اللبنانيين الشيعة، يجد الحزب صعوبة في تجنيد مقاتلين جدد لملء الفراغ في صفوفه. (ما يزال الحزب يملك 100 ألف قذيفة مدفعية وصاروخ يمكنها إصابة أي هدف داخل إسرائيل).
في ضوء هذه الظروف تُعتبر استعادة نظام الأسد السيطرة على هضبة الجولان السورية مفيدة استراتيجياً لإسرائيل، وخصوصاً في ضوء التفاهم مع موسكو، والموافقة الضمنية لدمشق، بأن الوضع على الحدود الإسرائيلية - السورية سيعود إلى الوضع القائم وفقاً لقرار فصل القوات العائد الى أيار/مايو 1974. خلال الأربعين عاماً التي أعقبت توقيع اتفاقية فصل القوات وحتى نشوب الحرب الأهلية كانت هناك حالة سلام أمر واقع على طول الحدود الإسرائيلية - السورية.
في ضوء الضعف الذي أصاب القوات السورية المسلحة خلال الحرب الأهلية والدمار الذي حلّ بالشعب السوري، إذ قُتل نحو نصف هذا الشعب أو جُرح أو أصبح لاجئاً، يحتاج الأسد الى التركيز على استعادة قبضته وإعادة إعمار البلد وضمان استمرار حكم الأقلية العلوية الصغيرة. في ضوء هذه الظروف فإن المواجهة العسكرية مع إسرائيل لن تحقق أي أرباح ممكنة، لكن من المحتمل أن تعرّض تعافي النظام الهش للخطر.


يسرائيل هَيوم
غرينبلات يلمّح إلى قرب إعلان "صفقة القرن"
غرّد موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايمس غرينبلات ليل الأربعاء فكتب: "لن يكون هناك طرف سيرضى بصورة مطلقة عن اقتراحنا. لكن هكذا يجب أن تجري الأمور من أجل تحقيق سلام حقيقي. لا يمكن للسلام أن ينجح إلاّ إذا استند إلى الواقع". وحملت التغريدة التي كُتبت بثلاث لغات، هي العربية والعبرية والإنكليزية، توقيع سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنير بالإضافة إلى غرينبلات. وجرى تفسير التغريدة بأنها مؤشر إلى قرب إعلان صفقة القرن لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.


يسرائيل هَيوم
رئيس الاستخبارات المصرية زار تل أبيب للبحث في التفاصيل النهائية للاتفاق مع "حماس"
ذكرت صحيفة "الحياة" التي تصدر في لندن صباح اليوم (الخميس) أن رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل التقى في تل أبيب يوم أمس بكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، وناقش معهم تفاصيل الاتفاق على وقف إطلاق النار مع "حماس". وبحسب الصحيفة، من المفترض أن يلتقي كامل هذا الصباح برئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن في رام الله. وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش مع المسؤولين الإسرائيليين تناول موضوعين أساسيين: الخطوات الإنسانية التي ستنفذها إسرائيل في قطاع غزة، ومصير المواطنين الإسرائيليين اللذين تحتفط بهما "حماس" بالإضافة إلى جثمانيْ الجنديين الإسرائيليين.
من جهة أُخرى، كذّب مصدر سياسي بالأمس، بعد الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري المصغر، التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام العربية بأن الاتفاق الجارية بلورته لن يتضمن ملف الأسرى والمفقودين. وقال المصدر: "لن يكون هناك تسوية حقيقة مع حماس من دون عودة أبنائنا إلى الوطن وضمان الهدوء وقتاً طويلاً." وأضاف: "الهدوء الحالي هو نتيجة العمليات الهجومية التي شنّها الجيش الإسرائيلي، والتي يمكن أن تتجدد عند الحاجة، وقد تحقق في أعقاب التفاهمات التي دفعت بها قدماً مصر ومندوب الأمم المتحدة، والتي جرى في ضوئها فتح معبر كرم أبو سالم ومجال الصيد أمام الفلسطينيين. وكلما جرت المحافظة على الهدوء سيكون من الممكن معالجة القضايا الإنسانية، وبينها إعادة أبنائنا إلى الوطن."
وكانت مستوطنات غلاف غزة قد شهدت في الأيام الأخيرة تصاعداً في الانتقادات العنيفة الموجهة إلى الحكومة ضد الاتصالات التي تجريها مع "حماس" من أجل التوصل إلى تسوية. ويشعر سكان هذه المستوطنات الذين شهدوا في الأشهر الأخيرة خمس اتفاقات لوقف إطلاق النار فشلت كلها، بأن لا مفر من خوض عملية عسكرية واسعة في القطاع.


هآرتس: إسرائيل وافقت على هدنة مع حماس بـ 6 بنود
ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الخميس، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" وافق على هدنة مع حركة حماس.
وأشار إلى أن الهدنة تضم 6 بنود رئيسية ستطبق تدريجيا خلال الفترة المقبلة.
وبحسب الموقع، فإن الهدنة التي تشرف عليها مصر ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيوكلاي ميلادينوف، دخلت حيز التنفيذ بعد أن فتحت سلطات الاحتلال معبر "كرم أبو سالم" التجاري الأربعاء مع غزة، ووسعت مساحة الصيد هذا الأسبوع.
وأوضحت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن البنود الستة تتضمن أولا وقفا شاملا لإطلاق النار، وثانيا فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد، وكلاهما تم تحقيقهما حتى الآن.


ولفتت إلى أن البنود الأخرى سيتم تنفيذها وفق حالة الهدوء واستمرارها.
وتتضمن البنود الأخرى إدخال مواد طبية ومساعدات إنسانية، والعمل على إجراء ترتيبات خاصة لحل قضية الأسرى من جنود الاحتلال في غزة، وإعادة تأهيل البنية التحتية لغزة بتمويل أجنبي، ومن ثم إجراء محادثات حول قضيتي المطار والميناء.
وأشارت إلى أن الموافقة على قضيتي الجنود والمطار والميناء ليست نهائية، وإنما ستتم مناقشتها في وقت لاحق، في حال نفذت البنود الأخرى.


الملف 4000: نتنياهو يخضع للتحقيق اليوم "للمرة الأخيرة
يخضع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الجمعة، للتحقيق مرّة إضافيّة تحت طائلة التحذير في "الملف 4000" ("بيزك"-"واللا").
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية ترجيحاتها بأن يكون التحقيق مع نتنياهو الأخير في هذه القضيّة، "إلا إن أدّى تحقيق اليوم إلى تطورات مفاجئة وتجبر المحققين على اتخاذ إجراءات إضافيّة".
ونجح المحققون في القضيّة في بلورة قاعدة أدلّة تبيّن العلاقة بين نتنياهو ومالك شركتي "بيزك" و"واللا"، رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، التي تشير إلى مخالفات رشى واحتيال وخيانة الأمانة.
وكان شركة الأخبار (القناة الثانية سابقًا) قد ذكرت، الثلاثاء الماضي، أن "التوقعات في الشرطة الإسرائيليّة هي بأن تقدّم لائحة اتهام ضد نتنياهو بعد انتهاء التحقيقات".
ورجّحت شركة الأخبار أن يتم الانتهاء من البحث في نتائج التحقيق مع نتنياهو وأسرته وتقديم خلاصة التحقيقات إلى المستشار القضائي لحكومة الاحتلال خلال العام المقبل.