بدأت الشرطة العسكريّة الروسيّة القيام بدوريات في المنطقة المنزوعة السلاح بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان، ممّا يسلط الضوء على نفوذ موسكو المتزايد كقوة شرق أوسطية في أعقاب تدخلها في الحرب الأهلية هناك
 


وقال الجنرال سيرجي كورالينكو للصحفيين في موقع مراقب تابع للأمم المتحدة "إن الشرطة العسكرية الروسية رائدة في تجديد الدوريات في مرتفعات الجولان". متابعًا،" لا يكاد يوجد خطر إلى جانب الألغام. إن المنطقة المنزوعة السلاح بأكملها تحت السيطرة الآن ".

في أعقاب اندلاع الصراع السوري، طرد المقاتلون قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي خدمت في المنطقة منذ عام 1974.وشهدت الحواجز المرقمة والصناديق المنبعثة من الذخيرة والصواريخ الصاروخية بالقتال العنيف بين نظام بشار الأسد وجبهة النصرة قبل أن تدفع القوات الحكومية الجماعة الجهادية المرتبطة بالقاعدة من المنطقة والمنطقة الأوسع في الشهر الماضي. وقال كوراينكو خلال جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسيّة إنّ المتشددين حولوا العديد من مواقع الأمم المتحدة إلى مدارس انتحارية.

وأضاف أن مهمة قوات موسكو هي مساعدة قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في إعادة مراقبة المنطقة. وأضاف أنّهم حددوا طرق آمنة .لدى الشرطة العسكرية الروسية أربع قواعد في المنطقة وسوف تنشئ المزيد على خط برافو، وهو جانب المنطقة التي تحتفظ بها سوريا.

بدأ فلاديمير بوتين بدعم حليفه الأسد في عام 2015، لكنّ الدور الروسي امتدّ ليشمل المستشارين العسكريين والشرطة والمقاولين العسكريين الخاصين، ووفقا لبعض التقارير، القوات البريّة.
وفي الوقت الذي ساعدت فيه روسيا في تحويل الصراع لصالح الأسد، وضعت نفسها كصوت رئيسي في تحديد نظام ما بعد الحرب، وإجراء مفاوضات مع المتمردين، والعمل كوسيط مع حكومات أخرى في المنطقة.

من جهة أخرى، التقى وزير الدفاع السوري مع رئيس قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك لمناقشة تنسيق نشر قوات حفظ السلام وفتح بوابة القنيطرة للسوريين من المنطقة المحتلة من إسرائيل إلى سوريا حسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا). سافر بنيامين نتنياهو إلى روسيا للاجتماع مع بوتين ومناقشة مخاوف إسرائيل من إيران الداعمة الرئيسية الأخرى للأسد، والتي لها تاريخ طويل من التعاون مع روسيا.

وقالت موسكو هذا الشهر انّها توسطت في اتفاق لإبقاء القوات الايرانية على بعد 50 ميلا على الاقل من الحدود الاسرائيلية مع سوريا في مرتفعات الجولان. في الوقت نفسه، قال إن إيران لا يمكن إزالتها بالكامل من سوريا.وقال السيد كورالينكو إنّ روسيا أجرت مفاوضات مع إسرائيل، وكانت القدس على دراية بالوجود الروسي الجديد في المنطقة. وقال: "إن الأنشطة العسكرية الروسية تدعم أمن إسرائيل وهم يعرفون ذلك".
وقال محمد أحمد، عميد في الشرطة العسكرية السورية، إنّ روسيا لعبت دوراً قيادياً في طرد المسلحين الذين ادعى أنّهم كانوا مدعومين من قبل الحكومات الغربية. وقال إن اتصال حكومة دمشق الوحيد مع إسرائيل "العدو" كان عبر روسيا والأمم المتحدة.استولت إسرائيل على معظم الجولان من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967 ، وبعدها تمّ إنشاء المنطقة المجردة من السلاح التي تديرها الأمم المتحدة في الجزء الشرقي الأقصى من المرتفعات.وسط اضطراب الحرب الأهلية السورية، احتلت دولة العراق الإسلامية والشام أيضًا جزءًا من المنطقة المجردة من السلاح. ويعمل أكثر من 1000 من خبراء المفرقعات الروس على إزالة الألغام وغيرها من المناطق في جنوب سوريا، كما قال السيد كورالينكو،" المشكلة الرئيسية هي أن هناك الكثير من المتفجرات، خاصة في الجزء الجنوبي الذي كانت فيه داعش".

وأشار الجنرال إلى أن عملاء الاستخبارات الروسية كانوا يساعدون أيضًا في النضال ضد مقاتلي المعارضة الراديكاليين. مضيفًا ،"اختفى بعض المسلحين في صفوف السكان، وهذا هو عمل أجهزتنا السرية".

وقال ديبيان، حاكم منطقة القنيطرة، إنّ المفاوضين الروس لعبوا دورًا رئيسيًا في إقناع فصائل المتمردين الأكثر اعتدالًا في المنطقة بالتخلي عن أسلحتهم. وادعى أنّ 70 الف ساكن قد عادوا إلى المنطقة بفضل ضمانات السلامة الروسية.

ترجمة وفاء العريضي

بقلم أليك لوهن نقلًا عن تلغراف