ننصح رئيس الحكومة أن يتغاضى عن إساءة زهران ، فوزير العدل مشغول هذه الأيام بمقاضاة رموز المعارضة على قنوات التواصل الاجتماعي
 

أولاً: الإعلامي سالم زهران...

من مصائب هذا الزمن سطوع نجم الإعلامي سالم زهران (رئيس مركز الارتكاز الإعلامي!!)، فما بين ليلةٍ وضحاها ظهر على شاشات التلفزة اللبنانية نجمٌ تلفزيوني مغمور يُتقن بعض التحليلات السياسية الهابطة مدفوعة الأجر، ومع مرور الوقت، تساعدهُ إطلالة بهيّة مع ابتسامات مُصطنعة، وتراكم الخبرة، برع في التّمثيل والادّعاء وترداد مقولات تيار المقاومة والممانعة وخدمة النظام السوري، وراح يدّعي امتلاكه ناصية المعرفة والحكمة وخفايا الأمور، يتعشّى مع "صديقه" نبيه بري ويتبادلان أطراف الحديث، ويفطر مع قائد الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، يُقابل العماد ميشال عون ويُسدي له بعض النصائح (ويأسف لعدم الأخذ بها بحذافيرها)، وهو على علاقة وثيقة وصداقة وطيدة مع معظم الوزراء والنواب وقادة الأحزاب ورجال المال والأعمال والإعلام، وله باعٌ طويل في الشؤون الأمنية والعسكرية والقضائية والمالية و"كشف المستور" والقراءة بين السطور، والتّنبؤ بالمستقبل للّحكام والأنظمة، وما خفي من مواهبه أعظم، ولعلّ ممّا خفي لقاءاتٍ سرّية مع سماحة السيد حسن نصرالله لا يُستحسن الافصاح عنها، والاكتفاء باللقاءات الدورية مع السيد وفيق صفا (كبير مسؤولي الأمن في حزب الله). إلاّ أنّ أغرب ما في كلّ ذلك! إدمانُ شاشات التلفزة على استقباله وفتح الفضاء له بكل رحابة ومودة بحيث لا يغيب نجمه ولا تنطفئ صورته، ولا تفتقد الجماهير مُحيّاه.

ثانياً: زهران يتطاول على رئيس الحكومة...

بالأمس، وعلى قناة الMTV أظهر زهران بعض مواهبه المتعددة في التطاول على الرموز الوطنية، ولم يسلم من تطاوله بعض الرموز القضائية، فقد تجرّأ على وسم رئيس الحكومة سعد الحريري بالكسل والاستهتار والتّفريط بالمسؤولية، وذهب مذهباً خاصّاً في تحقيره عندما قال: لو أشار له محمد بن زايد (حاكم دُبي) وقال له (باللهجة الخليجية): أبغاك تلحقني على الشام، لذهب وإجره (أي رجله)  فوق رقبته، كذلك لو طلب منه محمد بن سلمان (ولي عهد السعودية) ملاقاته على "المصنع"، أي الحدود السورية-اللبنانية، لسارع للُقياه، فامتعظ قليلاً مُقدّم برنامج "بموضوعية" على استحياء، في حين لم يبدِ السيد شارل جبور ردّ فعلٍ مناسب على إهانة رئيس الحكومة كما سبق له وانفعل اتّجاه الدكتور حبيب فياض في مقابلة مشهودة على قناة الOTV. ومع ذلك ننصح رئيس الحكومة أن يتغاضى عن هذه الإساءة، فوزير العدل مشغول هذه الأيام بمقاضاة رموز المعارضة على قنوات التواصل الاجتماعي، وربما يجد رئيس الحكومة في الإمام عليّ بن أبي طالب أسوةً حسنة، فهذا الإمام "الطبرسي" يذكر أنّ رجال أبي بكر وعمر قد اقتحموا منزله يوم السّقيفة المشهور واقتادوه "مُلبّباً بحبل"، أو "ضبطوه وألقوا في عنقه حبلاً أسود"، أو ما ذكره الشيخ المفيد: "وأُتي به ملبّباً ليُبايع". (مع التّنبيه إلى أنّ الطبرسي والشيخ المفيد هما من كبار الفقهاء الشيعة وعلمائهم وليسوا من المنافقين أو المفترين! وهذا لا يقطع في صحّة الروايتين). المهم أن لا يأتي يومٌ تصُحُّ فيه نبوءة زهران ونرى رئيس الحكومة يقوده مُلبباً (أي مقوداً من رقبته) اللواء علي المملوك ليبايع الرئيس بشار الأسد. وربما يصحبه زهران أو وئام وهاب أو ميشال سماحة في حال إطلاق سراحه بموجب عفوٍ عام أو خاصّ، وللّه عاقبة الأمور.