العدو في الحساب بدأ يحسب الألف ليحتسب الرد !!!
 

ليل 14 آب 2006

 

غابت الشمس على أمل الصباح المشرق بالنصر, رغم ليلها المظلم والمرعب بآلة الحرب الصهيونية، عقارب الساعة تمشي للخلف. اعتدت السهر ليلا، اسمع، اترقب، اتامل، واتابع...

 

ساعات قليلة، قد تفصلنا عن البؤس، او توقع بنا في الاشد!

 

انها الثامنة...............

 

حنكة قادتنا وحسن التدبير,

 

موعد مع الفجر

 

موعد مع نهار الحرية

 

موعد مع الامل بكنف جديدة

 

موعد مع انتهاء شرذمة الطرقات والنوم على الارصفة 

 

موعد مع استعادة الحياة الكريمة

 

وهل للعدو رأي آخر ؟!

 

لقد أصبغ ليلتنا بعنف حقده علّه يُفقدنا الامل

الصبر الصبر، والدعاء الدعاء ، جميعهم توقفوا عند طلب القادة فكان هذا، وما كان بعده سوى الرحمة الإلهية ورحمته وسعت كل شيء.

 

انها الثامنة..............

 

أطل الفجر من بين دخان القذائف وصوت الطائرات ورائحة البارود...

 

إستيقظتُ من السهر الى القلق.

 

توضأت بماء الإستغفار وصليت لرب الرحمة بدعاء حزين لرب كريم نابع من أمل مفقود لرب موجود.

 

أخذت أتنقل بين الشرفة والغرفة، أُفتش في السماء عن موعد اللقاء .

 

وما زال صباحنا صياح الطائرات لا الديكة" الفسادة" (M K)  ولا زقزقة العصافير على الأغصان.

 

تلبك وحيرة مع اشتداد حقد العدو!!!

 

انها الثامنة .................

 

دقات القلب مضطربة والضغط يرتفع.

 

ُترى هل النصر أم الخيبة؟!

 

لكن صلاة الوالد ودعاء الأم الممزوج بدموع الرجاء ودماء المجاهدين وإخلاص القادة كان كفيلاً بكل الرحمة .

 

انها الثامنة ..............

 

إعلان وقف العمليات العدوانية العسكرية..... بيانٌ صادر عن القادة :

 

"العودة،

"العودة، 

"العودة .....

 

لم نعد نأبه لصوت المدفع وصهيل الطائرات وعويل قادة العدو . أرجلنا تسمّرت في الأرض،

وأجسادنا كادت تطير لتحلق في سماء الجنوب،

عقولنا مذهولة لا تصدق الحقيقة.

 

انها الثامنة...................

 

نعم، انها سرعة المبادرة للعودة .

 

واقع جديد غيّبَ عن سمائنا أشكال القهر، واستحضر النصر الإلهي.

 

لم تنتصر إسرائيل علينا لكنه توازن رعب وحسابات أخرى، فهل أصبحنا بمأمن؟!!!

 

دمار، شهداء، تلوث بيئي، محو تاريخ وآثار وذكريات مبعثرة،لكنه يوم جديد بلا شك.

 

فالعدو في الحساب بدأ يحسب الألف ليحتسب الرد !!!

 

"وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" صدق الله العظيم.

 

 

أحمد هاشم – صريفا 14 اب 2018