أكّد الريس على رؤية الزعيم وليد جنبلاط التي سبقت المواقف الحالية حول تشريع الحشيشة
 

رامي الريس، مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي، يعبر دائماً عن موقف الحزب من القضايا والملفات المطروحة، ويعتبر المرجعية الإعلامية الرسمية الرئيسية التي تعبر عن موقف الحزب التقدمي الإشتراكي لدى وسائل الإعلام محلياً وخارجياً.

اللقاء مع رامي الريس تجاوز العموميات حول الملفات الداخلية والخارجية وتطرق أكثر إلى التفاصيل التي توضح موقف الحزب التقدمي الإشتراكي ورؤيته وموقف الزعيم وليد جنبلاط مما يتصل بالملفات اللبنانية والملف الأبرز حالياً وهو ملف تشكيل الحكومة، إلى ملفات أخرى مثل الملف السوري ومجزرة السويداء ومواقف الأطراف لا سيما الروسي والأميركي والإيراني إلى التطورات الأخيرة المتصلة بالأزمة الإيرانية. 

في الملف اللبناني: 

  استعرض الريس أبرز العناوين المتعلقة بالوضع الداخلي اللبناني منذ بداية التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية معتبراً أن هذه التسوية كان لها ظروفها وأسبابها وقد عقدها تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر، كما تم توقيع تفاهم معراب، ووافق الحزب التقدمي الاشتراكي عليها لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية ولوقف التعطيل والشلل والخروج من دوامته، لكن الحزب كان يدرك أن عناصر هذه التسوية لم تكن مكتملة كما أن عناصر معارضتها لم تكن متوفرة بالكامل، ولذلك اختار الحزب أن يمضي بهذه التجربة وشارك بجلسة انتخاب الرئيس ميشال عون باعتبار ذلك كفرصة للخروج من الأزمة.

واعتبر الريس أن التحدي الأبرز في هذه التسوية يكمن في احترام التوازنات التاريخية للبنان لأن أي خلل بهذه التوازنات قد يؤدي إلى اضطرابات واهتزازات، والتجارب التاريخية مليئة بالأحداث التي تؤكد هذه الرؤية.  وخلال الحقبة الأولى من العهد التي تلت انتخاب الرئيس، توقف الحزب عند الممارسات التي طبعت مسيرة الأشهر الأولى التي تختلف تماماً عن الشعارات التي سبقت الإنتخاب لا سيما شعارات الإصلاح والتغيير، لا بل تناقضها بالمطلق، بالإضافة إلى السياسات المعتمدة في إدارة الملفات المتصلة بحياة الناس خصوصاً ملف الكهرباء فكانت مواقف الحزب على هذا الصعيد رافضة لهذه السياسات وأساليب المعالجة المعتمدة، فقدم الحزب خطة علمية متكاملة لملف الكهرباء ورفعها إلى رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء.

التضييق على الحريات

 لاحظ الحزب السياسة المتبعة في مسألة الحريات وكان مسار التضييق على الحريات يأخذ منحى تصاعدياً مع إرتفاع وتيرة الاستدعاءات إلى التحقيق، من الطبيعي أن يرفض الحزب هذه السياسة وهذه الإجراءات. كما يرفض الحزب أيضاً الإساءة الشخصية للأخصام السياسيين مؤكداً الحرص على أن تكون السجالات تستند حصراً على الخلاف السياسي كاشفاً أن الحزب التقدمي الإشتراكي بذل جهدا كبيرا لضبط الشارع خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي للتقيد بالسجال المنضبط والأخلاقي بما يتلاءم مع تراث الحزب وأدبياته التي أرساها الشهيد كمال جنبلاط .

تشكيل الحكومة 

 تطرق الريس إلى ملف تشكيل الحكومة بداية من زاوية التسوية المشار إليها وأن التحدي الأبرز كما أشار هو احترام التوازنات ولذلك كانت معركة الحزب التقدمي الإشتراكي هي في رفض الإحتكار والتزام الميثاقية لحماية الإستقرار.

 موقف الحزب حاسم 

كما  اعتبر الريس أن ما يجري حول ما سمي بالعقدة  الدرزية هو شكل من أشكال الإستهداف ومحاولة للإلتفاف على نتائج الإنتخابات، ولذلك فإن موقف الحزب التقدمي الإشتراكي حاسم ولن يتراجع ولن يسمح بالتضييق عليه من خلال أي ضغوطات سياسية أو إعلامية معتبراً أن الفشل في التضييق على الحزب في قانون الانتخاب لا يعني القبول بالتضييق عليه في التمثيل الوزاري الثلاثي.

أسباب التأخير 

  ورأى رامي الريس أن العوامل الخارجية للتأخير موجودة وعملية التشكيل ليست بمنأى عن الصراعات الحالية في المنطقة معتبرا أن معظم الإستحقاقات في لبنان هي بحاجة للحظة سياسية معينة وموضوع الحكومة يأتي في هذا السياق ولا شك أن بعض الأطراف تراهن على تحولات في الداخل السوري والمنطقة عموماً مؤكداً أن التأثير الخارجي موجود في لبنان منذ الاستقلال ولو تغيرت هوية اللاعبين!

العلاقة مع سوريا

وقال الريس "أننا نشهد في المرحلة الراهنة تزايد الحديث عن إعادة التطبيع مع سوريا ويحصل ذلك بعناوين مختلفة تارة من بوابة النازحين وطوراً من خلال ملفات الزراعة والكهرباء وغيرها، وبالسياق أيضاً هناك ترهيب إعلامي وهذا ما هو بحاجة إلى التصدي له من خلال المتابعة الدائمة."

وفي ملف النازحين، قال الريس أن "هناك قوانين دولية تحدد كيفية العودة ومعاييرها وشروطها" معتبراً أن "محاولة التسلل التي تحصل اليوم في موضوع النازحين لإعادة التطبيع هي أحد أشكال الإنقضاض على صيغة التوافق في البلد التي تعرضت أصلاً لتشوّهات كبيرة في المفاهيم والممارسة من خلال إصرار بعض الأطراف على ممارسة "حق التعطيل" وليس حق المشاركة!"
وقال: "حالياً، هناك مسار تدريجي لتسويق العلاقات مع سوريا وهناك خطوات متتالية تقوم بها بعض القوى لكنها لم تصل بعد إلى مستوى التطبيع الذي لا يمكن لأي جهة رسمية أو غير رسمية أن تستفرد به". 

مجزرة السويداء 

وشرح الريس ما حصل في السويداء معتبرا أن ما حصل هو نوع من أنواع العقاب والتأديب لأهالي المحافظة التي نجحت إلى حد ما في الحفاظ على حياديتها طوال فترة الحرب لا سيما بعد أن فشلت محاولات النظام المتتالية اللعب على الوتر المذهبي وتأليب المناطق على بعضها البعض، مشيراً إلى أن ما حصل يرتبط عسكرياً بمعركة إدلب باعتبار أن المنطقة قد تشكل خزاناً جديداً للجيش السوري لتعويض خسائره وخوض معركة إدلب!"

السباق الروسي الأميركي

 اعتبر الريس أن الخيارات السياسية الروسية أكثر وضوحاً من الخيارات الأميركية خصوصاً في ظل رئاسة دونالد ترامب وهناك سباق سياسي حول مجمل القضايا ولم تتضح بعد معالم هذا السباق ونتائجه.

الأزمة الإيرانية

ورأى الريس أن إيران، رغم الخسائر الإقتصادية الكبيرة، لم تبدل سياساتها الاقليمية معتبراً أن الشعوب غالباً تدفع أثمان العقوبات أكثر من الحكام، مذكّراً أن طهران حاولت وتحاول الاستفادة من الخلاف الأوروبي- الأميركي الذي أعقب إنسحاب واشنطن الآحادي من الاتفاقية النووية، ولو أن دون ذلك مصاعب جمّة نتيجة إمتثال معظم الشركات الغربية للعقوبات خوفاً من نتائجها عليها.  

تشريع زراعة الحشيشة

 أكّد الريس على رؤية الزعيم وليد جنبلاط التي سبقت المواقف الحالية حول تشريع الحشيشة والتي كانت وفق قراءات ومتابعات حول الفوائد المالية والاقتصادية والطبية لكنه أشار إلى أن هذا الملف صعب وبحاجة إلى ضوابط لكنه قد يشكل نقطة تحول أقله من الناحية المالية ومردوده المتوقع للخزينة إذا ما أدير بشفافية ومسؤولية.